الخميس، 31 مايو 2012

كلامٍ في كلام ..

عند سماع عبدالله الرويشد (مُسلطناً) في إحدى أُغنياته وأتمنى لو كان في مجلس الأمه من يُنصت ليستمع كم هي عذبة هذه الكويت! ..

يُعاود الجرس الموسيقي لأغنيته إكمال الحكاية التي لاتتوقف عن باب إحدى المنازل أو مُعاناة إحدى القُرى أو إحدى القطاعات في بلدي وتمر الذاكرة على الخُطط الخمسينية والوعود الإصلاحية التي تُحاول أن تدفع عجلة ولكن ليس هناك عجلات للوقوف لتدور! .. فيرتفع منسوب العذوبة عندما تقتص الطريق وتغمزه تلفُتاً يتبعهُ شحوب وإيماء عندما يصدع سلطان الأغنية ليقول (أثاري كل ماقلتي كلامٍ في كلام)..

أنظر لبعض الطرق المُعبدة بإيثار من التاريخ وأتمعن في صِدق الماضي الذي استطاع إبقاء صورتها ومحطاتها ولكنه لن يستطع أن يحميها من داء الوقوف الذي يُكابر ويُصر على أن يختزل جسد الثقافة ليتفرّد بها ..

المواطنة أصبحت لدينا لغز كلما سُئلنا عنه تدافعت الأقلام لتفكيكه وإعادة صياغته ولم تتدافع الجوارح لتُرينا كيف يُصنع هذا الكيان .. وتنطلق الآلاف الؤلفة من الكلمات المُتراكبة لتشرح ولا أدري هل سألوا لوهلة كيف سيتلقى هذا المواطن هذه الكلمات وبهو يتساقط في عثرات الطُرق واحدة تلو الأخرى؟!


أحاول أن أتخلص من بقايا التشاؤم الذي خَلّف لدي تعريفاً مُغلظاً للوطن وهو أنها أي أرض تستُرُ أمواتها وأتمنى أن أفعل



نايف