مقالات

هدية رجعية

يحكى أن أحد الأشخاص أراد أن يهدي صديقه هدية قيمة بعد معاتبة الأخير له فقام بإهدائه صندوق مليء بالهدايا وبعد أسبوعين أتصل بصديقه وأخبره أنه يحتاج ذلك القلم الذي في الصندوق فواق أن يرده من باب الحياء ..

أسبوع آخر ويتصل الصديق مرة أخرى ويطلب ذلك العطر الذي كان متواجدا في الصندوق ! ... السؤال هل بما إن عذرية الهدية انكسرت والمثل المصري يقول الي تكسر مايتصلحشي؟! .. كيف يمكن أن يكمل هذان الصديقان علاقتهم التي تحولت إلى أحد عجائب الدنيا!..
لايمكن أن تكون هذه القصة واقعية في ظل هذه العلاقة الحميمه بين صديقين فالهدية لاتتطلب أن تمر بوزير مالية وأمير وسفير ووزير لتص فارغة إن سميت بعد ذلك هدية ولكن للناس فيما يهدون مآرب ولكن ماذا لو كانت القضية تتمحور عند أحد الحقوق المتطلبة لأحد الصديقين؟ ... ماعلينا الأهم أنه ليس لدي رئيس تحرير أخاف على مستقبله ولو أنني سأوقف نزيف الحقائق فهي ليست مرغوبه من قبل البعض وذلك سيوتر العلاقات بيني وبين أبي نواس عندما قال:
ألا فاسقِني خمراً، وقل لي: هيَ الخمرُ      ولا تسقني سرّاً إذا أمــــكن الجــهرُ 
فما العيْشُ إلاّ سكرَة ٌ بعد ســــــــكرة ٍ       فإن طال هذا عندَهُ قَـصُــرَ الـدهــرُ 

وهي القاعده التي أتبعها صاحب الهدية فهو لا يريد أن يسمع أنه بخيل ولايريد أن تخبره بأن أحد أجزاء جسمه ينزف فذلك يؤرقه وكل مايريد أن يسمعه أنه يملك جسدا في غاية الجمال حتى ذلك الجزء الذي تركه يغرق في المطر ولو استطاع لحجب الشمس التي تزعج ناظريه رغم أنه يملك نظارة شمسية ثمينه جدا سعرها يفوق سعر الهديه بعشرات المرات! ولكن .. الله يبارك له 

و ماالغَبْـــــــنُ إلاّ أن تـرَانيَ صـاحِـيا       و ما الغُنْـمُ إلا أن يُتَـعْـتعني الســكْرُ 
فَبُحْ باسْمِ من تهوى ودعني من الكنى       فلا خيرَ في اللذّاتِ من دونها سِــتْر 


بقلمي / نايف















مسار واحد

في كل مراحل تكون الشعب السعودي تجد أن هناك تعصب واضح يتعدد بالأشكال ويتحد في المعنى ..طال الزمان أم قصر سواء ذلك الملتف بالجسد ,العرف, العرق , الفكر ,النظر أو حتى الحب .. سألني ذات مره أحد الأصدقاء المصاب بعمى الألوان شفاه الله ما لون سيارتي فأخبرته بأن لونها أخضر فقال لي ولماذا سمي هذا اللون أخضر فأنا لا أراه كذلك ولكنني حفظت أن هذا اللون هو الأخضر وأنا أراه أصفرا ! ..

أتمنى من القارىء أن لا يشعر بحزازية من ذكر اللون الأخضر وأن يسامح صديقي فهي عينه ولا أستطيع تغييرها على كل حال ! .. تلك هي العقول ترى الأشياء كما تحملها الإرادة على ذلك فيستحيل أن تقنع المعشوق ببشاعة معشوقته وإن كان لونها أخضر! .. أو تحاول إقناع شخص بجمال عدوه وإن كان لون عدوه أحمر كلون الورد المتفتح في سماء صحو .. في إعتقادي أن هذا في قمة البساطة ولكن المصيبة الأعظم أنك لن تستطيع إقناعه بأن خياراته لاتناسبك أو تتفق مع تركيبتك البنائية لو اعتبرنا أننا أشخاص مصنوعين من طوب متراكم قد غرس فيه البناء كل ما يريد ولفشله في إعداد الخلطة الإسمنتيه ولمداراة ذلك وبعد محاولات ضرب الإبر المهدئة والدبلات المروضه يبدولي يريد أن يدمر تلك التركيبة قبل أن تسقط عليه ! ..

لاتقلق فإنك لن تستطيع الخلاص حتى تطلق تلك الإبتسامه وتدعو أن يمر الوقت وأنت بأفضل حال.

بقلمي / نايف















نعم لا أريد النظر


عندما انطلقت تكبيرات الإمساك لصيام يوم عاشوراء لم أكن وحدي ذلك الذي يلمس قطرات الماء بكل ماوهب من حاسة الذوق حتى لاتعتريه الفهيقه وهو يتابع أحد المشاهد في نشرة الأخبار أو لسماع تكلفة أحد المشاريع الوهمية  ؟! ولكن قد أكون الوحيد الذي يفكر ! كم أنا ووطني نخوض غمار الحرب التي لانرى غير أنفسنا فيها أعداء ؟
نظرة للمشرق تحمل الكثير من الإبهام الذي طالما كان مشروع جهنمي معتبر فقد كفاه الدهر إنكسارا .. نظرة للمغرب سنجد فيها ذلك الصخب المصور في صورة مضمرة لا تعي ماتملك وكيف ملكت تلك المفاتيح التي طالما كانت بداخلها لاتعمل اليوم كل المفاتيح تعمل ولكن أيها الأسلم؟
قلت في مهجتي لا لن أنظر إلى الشمال فأحن لتلك النزعة العنفوانيه والنظرة العدوانية فتنهرني للبكاء فالدموع ليست عشق لسفاح الشام ولكن كم من الدماء يشفي غليله! .. لست مخولا أن أنظر إلى الجنوب فهناك عداد من الرماح تصوب ومن السيوف التي تسل ولم أعد بعد مقاتلا مغوارا فلم أمشي في تلك الشوارع وهلة ولم يقابلني قاطع طريق من قبل! .. الآن سوف يظن أحدهم أني أعيش في نعيم الخليج وأملك بئرا من الذهب الأسود! احذر فكل مافي الأمر أن شعبي هو من صنع أمنه ومجده وأكثرنا لايعرف سعر برميل النفط منذ أن أكتشف .. نحن كل يوم نبحث عن الحق وعن تفادي عقبات الطريق والطرق المثلى لتفادي الحفر لأن تأمين مركباتنا لايضمن لنا إصلاح الإيطارات المنحرفة بسبب الشوارع المبطنه بالعقبات ! مانفعله هو أن نعمل ونأكل ونتراشق في أحد مواقع التواصل الإجتماعي مهما وصلت درجات الوعي لدينا ..

حتى أننا ياعزيزي القارىء لانعرف الطقس لدينا فنمنع الدراسة يوما تحسبا أن تأتي الأمطار فتهلكنا وتنسى هيئة الأرصاد أن لدينا أكثر من ثلاث مناطق! .. ولكن لاتخف تلك الثلاثه فقط هي التي يسكنها سعر البرميل!

بقلمي / نايف

















عبدالعزيز السويد
عقود الباطن «أبطن» مما نتصور، السائد عنها شركة تحصل على عقد لتنفيذ مشروع ثم توكله لشركة أصغر بسعر أقل وهكذا، وفي الطريق من أعلى إلى أسفل قد تتضرر مواصفات المشروع وعمره الافتراضي ومدة التنفيذ. من الأسئلة الشائعة سؤال يقول لماذا لم تحصل الشركة الأصغر على العقد بالسعر الأقل؟ هناك تفاصيل كثيرة حول هذا ليس هنا مجال ذكرها، فالغرض تمهيد لعقود باطن إعلامية لا يعرف عنها الكثير، حتى بعض من يوقع عليها.
في النموذج أعلاه لعقود الباطن شركات تتعاقد مع شركات أو مؤسسات، الأكبر يتعاقد مع الأصغر لتنفيذ جزء أو أجزاء من المشروع، أي أن المنشأة الصغيرة تعمل لصالح الكبيرة وتأخذ جزءاً من الكعكة، لكن في «الباطنية» الإعلامية الأمر مختلف - وهذا من جوانب الطرافة - الكبير يعمل لصالح الصغير ليحصل الأخير على «الزبدة»!؟ لنأتي بمثال.
تتعاقد جهة حكومية مع مؤسسة إعلامية «تجارية» لإعداد الملف الإعلامي اليومي أو الشهري، بما فيه الردود على ما ينشر في الصحف عن مجال عمل تلك الجهة، نظرياً فإن جهاز المؤسسة الإعلامية الخاصة وبحكم عقد مالي دسم هي من سيتولى المتابعة والأرشفة والعرض والتواصل مع وسائل الإعلام، لكن الواقع «المكتبي» يقول إن موظفي إدارة العلاقات العامة والإعلام في الجهة الحكومية، هم من يقوم بهذا العمل اليومي.
وهم من يجتهد للتواصل وإقناع وسائل الإعلام بإيضاح أو... دعاية، أما الزبدة «المادية والمعنوية» فتذهب إلى المؤسسة الإعلامية التجارية... هذا يحدث فعلاً، ولا بد أن له حراسه، الطريف أن الذي يوقع العقد ربما يعلم و«قد» لا يعلم من «نفذ» العمل فهو يحكم على ورق يعرض أمامه، ويجتهد في التوقيع عند التجديد!
أعلاه لا يحدث إلا من خلال «صفاية» تحرس من جهتين، وفيها جانب آخر من أسرار «الباطنية» الإعلامية، من هذه الأسرار اجتهاد مسامات «الصفاية» في أن لا يصل للمسؤول «شوائب» إعلامية، وتصنيفها كشوائب يعود لفلاتر «الصفاية»، وهي في العادة أخبار تبدو سلبية حتى ولو نبهت لأخطار وقصور أو نقص، ترى «الصفاية» في هذه الأخبار آفة، حجبها أولوية، القاعدة نظافة الملف... إنها القاعدة القديمة «كله تمام»، والعين زائغة على توقيع عقد جديد مع «الباطنية» الإعلامية.

http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/324909

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق