الخميس، 22 نوفمبر 2012

ركام !

قبل أن تبدأ بالعزف لا بُد أن تمحو أصوات النشاز التي يُصدرها القلب ويحفلُ بهزيمتهِ أمامها لا بد أن تخلو أطراف الجسد من كل احتمالات القوىٰ التي تبقى في تفاصيل الأجداث بعد أن تصعد الأرواح تتحول لشيءٍ من قطع الركام المُلقاة في غياهب النسيان ..


لا بُد للحن أن يختل لمن باع أشلاءه الماضية في جدار الوقت تلك التي تحيا بملامسة أطراف الدماء المُتجددة كنهرٍ سارٍ إلى آخر أصقاع الرُبىٰ تلك التي دهسها الخضوع والتسليم واتخذها الموتُ أعمدةً لبناءِ جهنمه العصماء ، لربما غض الأحياء الطرف عنها وتغنو بأطلالهم المقيته وتباكوا عليها وتناسوا وجودها بينهم وداسو على عظام السلاسل التي تربطهم وأجساد أجدادهم التي تحللّت وانطفأت على غُرةِ الموت ودنوِ الفناء وكأن لسانُ حالِها يقول
حتى على الموتِ لا أخلو من الحسدِ
كل ما مضى هُنا يُصور لنا أبعادُنا وكأنها مطامعٌ لكل من وجدَ للحياة وفي هذه الشبح عبءٌ كبير على الاستيقاظ الذي دُفن مع تماثلُ قُوامنا للذبول ..
كمنْ يقف على الأرض المتحركة ويرى بعينيه أنهُ مركزُها الحيّ ونبضُ أشكالها المُنحرف، هُنا يعتزل الصوتُ الكلام ويطرح صمت التأمل في أكوابنا المليئة بالغموضوأرواحنا المُبهمة ، هُنا يستبدُ السواد السواد في أوراقنا البيضاء وكأنهُ حبر لا لون لهُ ولا معنى !

صوتُ النهر ياصديقي لا يقف ومياههُ التي تجري في تُراب الأرض لن تمل الوقوف حتى يأذن لها ضوءُ الشمس ويعاكسها المسار فإنها تشربُ الصخرة الصماء التي لا ماء فيها ولا دواء وتغمرُ أشلاء الركام تحتها ولا تحفل بأي لونٍ كان .. وأيُّ زهر فاح منهُ ذات يوم فكن عطرها الفواح الذي لا يأبه غياب الضوء وعزلةَ الشمس.

٢٢ نوفمبر
المنامة

الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

فضاء



خلف ظلِّ النجم سرقَ لحظات ليغادر ماء الوجود وألغام الضباب ، صنع سُلمهُ السحري كيّ يصعد إلى شرفات السماء ويرى أضواء الأرض وظُلمات المدى المقتولِ على سفحِ الحقيقة .. كم من اللحظات التي ماتت على فوهة الانتظار تحت صرخات العابرين الذين تألهوا يوماً وتناسوا المحاق! ..


حين امتطى صهوتهُ الحرة وبدأ ينمازُ عن شفاهِ القمر مودعاً قُبلاتهِ الحارة ونافثاً عن كتفهِ دموعُ الوداع ، هناك خلف المدى لاصوتٌ يسمع ولا دماءٌ تسيل ولا ظلامٌ يسودُ ولا نشازُ في الحِداء ولا شحوبٌ في النظر خلع نعليه ورداءهُ الباليّ مؤزراً بالاشتهاء الذي طالما عاقرتهُ اللياليّ ومدادُ السبات ونعناعتهُ المسودة مذُ قطفتها الأولى ، مرآتُه كانت في أذيال الشهب وشرابهُ من ريق السحاب ومدامهُ صوت السكون الذي ينهمرُ بألحان اللاوجود تعرى للإمتثال إلى فطرتهِ الأولى تعرىٰ كما لم يزل وليداً للنجوم في ليلةِ عُمر بقُبلة أول شهابِ همىٰ على نجمةِ الصبح العذراء .. كانَ يرسم أشكالهُ الحرة وأجاد انحناءتهُ الجديدة في فضاءِ الهدوء ! .. كم كان بارداً مهدُ الفضاء في غياب الشمس وكأنهُ فراش عازبٍ لم تزرهُ عاشقته ولم يُمارس فوقهُ اللعب الخُرافي لم يذقُ على متنهِ قُبلةُ الشتاءِ الدافئة منها ولم يلعق لسانها في صيفهِ الذي حقنَ الدماء كان يعجبُ لهذهِ السماء كيف أنها تشبهُ أرضه وتصفُ وطنه ولكن ! .. هنا تظهرُ المعشوقة-الشمس- كل يوم أما في وطنهِ لاتظهرُ فاتنتهُ أبدا ... كان يبكي عجز أنفاسهِ عن نقل العراءِ السماوي حيثُ تتضحُ التفاصيل من أجسادِ الكائنات إلى أرضهِ المُلقاةُ تحت نجمةِ اللات التي سرقت ضوء النجوم الصادقة والأماني المُرهفة كان يقضي على اشتهاءاتهِ كلما نظر إلى النجوم كما كان يفعلُ في أرضهِ الحرة! .. وكما تعلمَ أن يغضَ الطرف عن كل الجمال ويأخذُ جرعات المسيارِ كما استوجب حالُ اللحىٰ ، لا يفهمُ شيئاً مما يُقالُ هناك ولا يُريد أن يفهم حتى لا يُغادرهُ الصداع ويمتلئ رأسُهُ بأصوات النشاز وصيحات الصخب التي ترنو إلى نعرات الظلام في أرضِ .. الظلام!


كان في وسط الرجاء والذكريات والأنين والبهجة كانَ مُحاطاً بالدموع ومُتماثلاً للرقصِ على موسيقاهُ التي دفنتها السنين العجاف في صدره المُر .. الذي لم تذقهُ عذراء الكهوف ولم تهزهُ أيدي الصبايا .. تتبادرُ الأشياءُ لذهنهِ ولكن فقدَ لهجة الإدراك .. فقط للإدراك!

المنامة
١٣ نوفمبر ٢٠١٢

الاثنين، 12 نوفمبر 2012

عيناكِ

عيناكِ ليال ورديه
عيناكِ شواطئُ أحزاني
عيناكِ بشائرُ خاطرتي
كتُبي أشعاري وحنيني
ماذا أُهديكِ وذاكرتي
تجتاحُ كيانَ الركُبانِ
وأنا في الشارعِ تمثالٌ
أشواقيّ تعصفُ عنواني
خطواتي تأكلُ خطواتي
وسجائرُ رائحتي قلقٌ
يبتاعُ شفاعةَ رُهبانِ
ماذا أهديكِ من قلميّ
يا صوتَ الخوفِ بإيماني
ماذا أُعطيكِ من رمقي
يا ظّلَ البانِ بعنواني
فأنا لا أملكُ في المنفى
إلا عينيكِ وأحزاني
فمتى إلحادُكِ داهمني
إصرارٌ يجتاحُ كياني
وأنا إن جاءَ بي المغنى
لا أتلو صحُفَ الربّانِ
موتِ غاباتٍ وسهولٌ
وقديمٌ جداً .. أحزاني
إني ساءلتُكِ فاتنتي
ماذا صنعتي بوجداني
مشواريّ يأخذُ مشواري
وصباحٌ يجتاحُ مكاني
وأنا بالمشرقِ مُنعزلٌ
بمدى خديكِ وأشجاني
وأنا بالمغربِ مُرتهنٌ
برُقى حرفيكِ وألحاني
وكما لا أملُكُ تذكرةً
لا أقوىٰ عبورَ الشطآنِ
وأرى صحراءكِ يانعةً
يا شوقَ النارِ لحيطاني
ماذا أهديكِ من زمني
يا ظّلَ الله بأجفاني
يا موتاً يُغرقُ أفراحي
وسموماً تقتادُ لساني
فكما في الروحِ زائغةٌ
تختالُ محارمَ إيماني
أوراقُ دفاتري وجنوني
أشياءٌ تطفئُ نيراني
وخيالُ البالِ مختبئٌ
يقتادُ ملامحَ لُقياني
يا وجهاً يعرفُ ذاكرتي
وأنينا يجتاحُ كياني
يا مطراً قد رشَ سُهادي
ونسيماً يطرقُ أجفاني
ماذا أهديكِ سيدتي
ودواؤكِ يختارُ جِناني
فأنا لا أملكُ في الدنيا
إلا خديكِ ونسياني



الظهران

١٢ نوفمبر ٢٠١٢

الاثنين، 5 نوفمبر 2012

رسائلٌ لا تنتهي ..


إلى أمي التي خلقت حيزاً في جسدها كي أحيّا أيامي الأول ، التي مهما كبُرت في عينيها أراني أضمحل ، تلك التي أهدتني فراش الورد للرحيل وآثرت مُعانقة الغياب .. كلما تركتُ فضاءها ملأتهُ بالابتهال وعطرتهُ بالدمع ولأنها رسائلٌ لا تنتهي فإن صوت دمعتها على الأرض دويّ لا ينتهي ..



إلى محراب الشوق الذي غمرني يوما بالحنان وامتص من شبيبتي ريحُ الابتسام إلى تلك التي لا أعرفها وخَلّدتْ ذكراها في ليالِ السُهاد ، التي تركت أيامي الماضيّة في المخاض وحاصرتها بدماء الأنين وقطرات الجوى .. إلى منْ ؟ لا تسّل بعضُ الأشياء بلا سبب .. ولأنها رسائلٌ لا تنتهي فأنا الجنديّ المفقود في هذا الجهادُ حتى الآن ..




إلى فوهة الحنان التي غمرت طفولتي بالسكون والتأمل ، التي امتدتْ بالتأمل في كينونتي قبل أن أتأمل شوارعُها ومراسمُها التي تركت على وجهي جلالها ، التي فرشت لي الأيامَ من سوادِ أعينها .. طبيةُ الطيّبة التي مزجت تُربتها بجسد أشرفُ الخلق
واحتملت حماقة طفولتي وجنون ولعي وسقطاتُ عشقي وأساريرَ عبراتي ..
ولأنها رسائلٌ لا تنتهي فعسى أن لا تنتهي الصلاةُ على سيدها وساكنها عليه أشرف الصلوات وأتم التسليم ..




إلى كل صديق وصديقة مررتُ بهم ولا زلت في حيّز ركبهم أبحث عن بريقهم وأُخفي برقهم كي لا أرى شعث السنين في مُحياهم فهم مرآتي التي لا تنكسر وثرواتي التي لا تُحصى وأيامي التي لا تيأس ، وآمالي التي أهوىٰ أولئك الناظرين عن كثب في صراعي مع الحياة ورغم حماقة غيابي إلا أن أعينهم لا تيأس عن الابتسام لنظراتي الشحيحة ولأنها رسائلٌ لا تنتهي فالحُب لهم أبقى ..


الظهران

٥ نوفمبر ٢٠١٢

الجمعة، 2 نوفمبر 2012

قهقهةٌ بصوتٍ مُنخفض

لولا خشية التسكع لقلت بأننا نبدو أكثر أناقة ومرحاً عندما نسير على الأرصفة أمام الساحل المملوءُ بالوقت والانتظار في ساعات الليل المُتأخرة .. فهنا لكَ أن تشعر كم من السعادة يسكنُ في قاع البحر وكم من السعادة يسكنُ على ضفافِ شفاتنا ويندفنُ في صدورنا ، كم من الضحك يُمكن أن يتعالى في ليلةِ تعبرُ خاصرة جدة الذكرياتُ فيها ويُمطرها الحنين ويتساقطُ الشعرُ كالشعرِ الحرير ..

بالرغم من كل شيء هي حواؤنا كما هي الأمُ ..
وأنشد من (الرخيف) أو (التخريف)
تبقى أماً وإن أُغتصبت ..
قلْ قد جاءها المخاضُ إلى شط الهوى ..
بل قلْ جاءتها الروحُ العامريةُ للمكوث ..
قلْ بل أنها مهبطُ الروحَ في صُحفِ النساء
سلّ عن دواكِ اليومَ فيها
أم حاصرتكَ سُحُبُ المخاض
سلّ عن بيعةِ العمرِ فيها
كيّف بل كيّف صانت عِرضها عن زمنِ اللقاحْ
يا موعودةَ الوحيّ المؤجلِ دمُكِ الضُحى
وأعتاقُ الربيع ..


إن الزوايا وإن كلّلها الهجرانُ فإنها عاشت لحظاتُ العناق وترّهاتُ العُشاق إنها عاشت قبل أن يلّدُ العشاقُ لنا شاعرا مغمورا، وآخرُ مابين مخمورٍ ومسحور ، وأديبٍ مشهورٍ لأدبهِ أحيانا ولقلةِ أدبهِ أحياناً أُخرىٰ وقبل أن يَخِيط الغُرباءُ أحياناً ثياباً للساكنينْ .. وقبل أن .. وأنّ تلدُ في صدري شمسُها الأخيره ..


ليومٍ في مساعِ الحيّ رتل
قصيدةَ النورِ
ها أنتَ من كُتبِ الهوى جئتْ
وفي كُتبِ السماءِ قرأت
مغمورٌ كلُ عاشقٍ، لم يسمعْ نداءَ الشوقِ فيكْ
مقبورٌ كلُ شعرٍ لم يرى النورَ فيكْ
يا وطناً للشمسِ
يا لُعاباً بالأمسِ غطىٰ
بارقةَ الهمسِ
إذ لُعابُ النهدين مزقَ وجهَ النسيمِ
واستضاء
فهلْ في لُعابِ الطفلِ رجسٌ
أو في التحامِ العشقِ ألمٌ
أو جمراً توقدَ للشقاء
هل في كتابهِ من نبأ القومِ زُبراً
إذ يسدلُ الموجَ أستارَ العُراة
ويستمدُ الثوبَ من عرَقِ النصيحْ
يا أرضُ ابلعيّ شوقَ الحالميّنَ
وقُبُلاتِ اللقاء
عاهدي كلَ عاشقٍ
ذاقَ طعمَ المساءَ .. بالبقاء
يا بقاء ..
يا بقاء ..


هي البسمةُ التي تُغني عين الرقيبِ عن النقيبِ تسكنُ أعماقَ أعماقُ الصِّبا وأعماقُ الدبور .. هديراً بليل كتنهدِ قبلاتِ العاشقين وآهاتُ تنفثُها أرواحُ المُحبين على صدور المُحبين .. لك أن تشعر بلا غياب فكلُ أنثى كانت هُنا ذاتَ يوم نزلتْ هُنا كما شاء لحواء أن تهبط هُنا .. هي تتنفسُ بالأمل وللأمل .. لا شيء يشفعُ لها للبقاء إلا صوت أصابعِ المُحب التي مرت على شفاهِ عذراء ذاقت ثورةَ الإحسانِ دون خضوع ..


لا بُد للقلمِ أن يصمت ويتركُ أنغامُ العاشقينَ تثور وحدها بأهلةِ الليل وضحكات الخلود .




جدة
٢ نوفمبر ٢٠١٢

الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

في السماء


أحياناً كثيرة يكون السفر كفيلاً بغسل القلوب بمياه المُدن الطاهرة فالأرضُ الحية لا تأبه بما يُلقيه البشر عليها إذ أن خُطبتها للريح تجعل منها حرماً مُقدساً لا تقوى جبال القلوب على هزّه .


عندما أُحلق في السماء مغادراً تلك الأرض مُكللاً بالسفر الذي لم يترك لي صديق ولا وقتاً للبكاء سوى بضعُ دمعات أتركها على كوة النافذة في تلك الرحلة المُغادرة للاشيء ، إلى السفر اللامُنتهي إلى الحياة إلى مالا خلود إلى الذاكرة التي خلقت وهماً من اثنين القراءة والقلم إذ ما نظرت حولي وجدتهما يتبادلان المقاعد أما عيني التي قدم لها النوم استقالة حرة متى شاء لها القلب أم تعود ..
هُنا حيث السفر لا تعبر سوى ابتسامات ممتلئةُ بالترحيب المر من أفواه المسافرين توحي بأن كلٌ منهم يعرفُ إلى ما يرنو وأين يذهب أو يعود والقلبُ وحدهُ على متنِ طائرة الرحيل مُدله لا يدري أين يستقر أو يسكن إذ أن في كل مكانٍ وطأت قدمهُ يحتفظ بآخر ابتسامة غالباً تُهدى إلى الغُرباء وهو الذي لم يُدرك بعد بأنهُ .. غريب .

حين يتوسدُ السفر وجهي وتتوكأُ على مرفقيّ ملامحُ الإقلاعِ والهبوط ، ويدقُ ناموس الذكرى أن لا مفر ولا رفيقٌ آخر سوى الذكريات التي تركتها في سلة مُهملات العمر ومضيت تضربُ بالأرض وتختبئ بين سُحب السماء هارباً ومُنافحاً عن أملٍ جديد يعتنقُ السماء لا يعرفُ السير على الأرض موجهاً قبلتهُ نحو العنان .. أيّها الذكرى قاضي السماءُ بيدهِ كُل شيء لا تحسبي أن خلوتنا في السماء بعيدة عن عيون الملك المأمور فرفقاً بمسافر ينتظرُ الإشراق والنور



في السماء
٣١ أكتوبر ٢٠١٢

حينما نركب البحر ..


علينا أن نُقدم التحية للكثير من عشاق الحركات البهلوانية لسرعة تداركهم للموقف المُحيط بهم بما يحدث في عروس الخليج إذ بدأو الزحف مُبكراً للتصفيق للشعوب في الوقت الذي لا يزال البعض منهم -رغم تعبيرهِ عن دعم الحراك- لسانُ حالهِ يقول مُجبراً أخاك لا بطلُ إذ أن أصداء النيل أقرت بما يحتوي عليه المثل الشعبي "من سِبق لِبق" فهذا المثال على مافيهِ من رياضةً للفم عند النطق واحمراراً للسان إلا أنهُ يشرح الكثير من المواقف التعسفية والهجوم القاصي لدى البعض بوضوح ..

لذا كما حدثتنا شُهب الليل أن الخُدعة لا تتكرر في بلاد العرب لنقلّ بسبب نباهتهم أو حتى دلاختهم فكلٌ يُسمي بما تُملي عليه نفسه والأهم أن سُرعة ركوب الموج التي قام بها "الإخوان" أو أيّاً كان لن تُؤتي أُكلها إذ أن شواطئ الخليج وعِرة والحسابات فيها لا تنتهي ولا تبدأ ..

بالمناسبة الغير سعيدة لوجود رموزا أو مُترمزين - وليسمحوا لي أصحاب اللغة بابتكار هذا المُصطلح إذ يقع على سمعي كوقعِ كلمة مُتزلفين -ليدعموا ثورة الكويت وينصبوا أنفسهم كمرشدين في حين أن الجرَب الذي يُصيب أيدي ولاة الأمر في بلادهم من فعلِ شِفتيهم ! .. وليتهم علموا أنهُ سُتر عليهم ففضحوا أنفسهم والكذب عالنفس "خيبة!" ..


في ظلّ وجود كوابيس لا سبت لها ولاخميس تُطارد عقول المجتمع منها المُلتحي والآخر حليق ومنها غير ذلك كما يتمنى صاحب الشأن (الحلاّق) ليحتمي الوطيس وينفرد هو إذاً بما يُريد ولاسيّلٌ سمعنا ولا جديد ولا مُواطن هدم السيلُ بيته وعدد أفراد أسرته "١٨" وحصل على تعويض متضمن لخيمة وكيسي سكر وأرز! .. مُتأسف عزيزي القارئ لكَ أن تعاود نقاشك الخاص بإعصار ساندي فالسكوت عن السياسة .. سياسة!


المدينة النبوية
٣١ أكتوبر

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

ها أنتِ ..

ها أنتِ ..
كالطهرِ الذي أرهقَ الساهرينْ
ها أنا ..
زهرةٌ في أرضكِ التيّ وُجدتْ
قبلةً للشاكرين ..
قد كُنت أجمعُ من مخاضِ الخُلدِ دميّ
وأبنيّ من تُرابِ الأرضِ مسكني
مُكلّلاً بالشوقِ مِعصميّ
فيّ ضَلال السامرينْ ..

ها أنت ..
تُنهينَ أحلامَ الهلاك ..
واختصارَ خطواتِ النازحينْ ..
ها أنت تُخرجين المدى
من رحمِ الزحام
ها أنتِ تنشُرينَ أمامَ صفحاتِ العِدىٰ
قهْراً ويقينْ ..

هل كانَ في شعرِ العابرينَ حسنٌ
يمتصُ من عبقِ الرحيلِ حكايةْ ..
قد أرى تقلُبَ وجهي في الثرى
وأرى نبوءاتِ الخريفْ ..
قبلةً تحمّرُ في مهجعِ الليلِ
غُرةً في صُدورِ المرسلينْ ..


نحنُ أسلافٌ للرمادْ ..
حيُّنا قمرٌ توهجَ للبقاء
فاحمّرَ في غُرةِ الليلِ الموشحِ بالندىٰ
كان من صُلبِ المُترفين
كانَ غارقاً في النوى
كانَ ضيفاً للشقاءِ
وملجأً للساهرينْ ..



٢٣ أكتوبر ٢٠١٢

عمّان

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

ليدومَ الصمتُ ..



نتصارعُ كل ليلة فوق مهد الظلام، يجذبُ كلٌ منا الآخر إلى ساحة القتال يبتزُ الصغيرُ صبر الكبير ، تتفاوت الأحجام والاستيعابُ واحد ، نجرُ أصواتنا للقاع وإرادتُنا للأرض نرمي دماءنا في الطريق كما نرمي مناديل السُعال لسلةِ المهملات ، نبتاعُ من انتصارات البشر عناويناً رخيصةً للنكوص ،ثيابُنا ساد فيها البلاء حتى انطفأت ملامُحُ هندامها وأصبحنا نُشبهُ اللاشيء .


لا نُصدق أن يُنجز الإنسانُ شيئاً حتى تنبري عبارات التشاؤم ونسدحُ أجسادنا للجلد فلا يبقى بيننا من عصا إلا وقد أدمتْ ظهور الحُلم فينا يرفعُنا ربُ البسيطة درجات وتحط ألسنتُنا وعقولنا منا درجات ، نستذكِرُ المجد لنقفَ على أطلالهِ دون أدنى حركة وندفنُ التاريخ في بئرٍ مهجور كيّلا يُنادي الضميرُ فينا ويقوم الماضي خطيباً لنا ويسألُنا فيما أمضينا مواعظُنا وفيما ضاعت دموعنا ولِمّا هجرنا ثقتنا العذراء وعن ماذا فعلنا بعقولنا وقد جاءها المخاض فعقرناها فبئسَ العاقرون نحنْ ، وطمسنا أجنحتها قبل أن تُرفرف في سماءِ الخلود.

لم أُصدق بالأمس وقبل الأمس الكم الهائل من التشاؤم الذي نحملُه والمؤسف جداً أننا نستخدم هذا الشؤم كمُخدرٍ لنا إذ نُلبِسُهُ صورَ الفكاهة الباليّة والعبارات المُستهلكة التي يغصُ منها القلب ويبلى منها البريق وينفرُ منها الحُر ويموتُ قهراً ذاك المُقيدُ أمامها.
نفتعل أيُّ شيءٍ كان لنغمُر من يُريدُنا أن نغرق في بحر الغفلة بفرحةٍ عارمة تتطايرُ منها ابتساماتُ نصرهِ ونحنُ نتبارز بسيفيه اللذين منحهُما لكلٍ منًا واضعاّ عليهما شعارهُ الممقوت ، وسُمّهُ الموبوءُ ليسنفذَ قوّانا كُلها وليُثبت أنهُ الأقوى والأمهر والأقدر على حفظ التوازن إذ ليس هُناكَ خاسرٌ في هذا القتال وليس لديه كذلك من ينتصر سواه! .


لنحفظ أقلامُ النزيهةُ في طياتِ القلوب لحيّنَ ينفلجُ الغمام ويحمرُ قمرَ الأوطان في مُحيا كلٌ منا ،فحبرُها أطهرُ من أن يسير في صفحات التاريخ المفقود والوقتُ الموءود فمرحباً بالصمت المُوشح بالنبوءات ونورُ المرسلين فمرحباً بالصمت الطاهر والسُكنةِ العذراء بعيداً عن بلاط السلاطين .

القانونُ لا يحمي المغفلين .. بقدر ما كُنتُ أمقُتُ هذه العبارة بقدر ما هي مُنصفة لهذا الحال مع بعض التعديل الطارئ على اللغة لا المعنى فإذا ما امتلك الطواغيت سيوفاً وزعوا منها ما يكفيّ لملئ ذخائرنا التي لا تعمل ولن تعمل إلا أمامَ مرآتنا ومن المُستحيلات أن يوجه حدُ السيف للجاني (الطاغوت) الأساسي في هذه اللُعبة فأصبحنا نُقاتِلُ كل شيء يتعلق بأنفُسنا ونبتاعُ النوايا الرذيلة لكي نخلُق أعداءً من سراب ..
لتبقى الكلمات التي نثرها الشاعرُ الخالد حيةً في صدورنا حتى الآن

وَحتّى الأمسِ ..
كُنّا نَلتَقي أذهانَنا سِـرّاً وَنَكتُمُ سِرَّنا هذا.. بِسـريَّهْ!
وكُنّا لو نَوَيْنا قَتْلَ بعضِ الوقتِ في تأليفِ أنفُسِنا تَشي بالنيَّةِ النيَّة
فَنُقتَلُ باسمِ نِيَّتِنا لأِسبابٍ جِنائيةْ
ونُقتَلُ مَرَّةً أخرى
إذا لم نَدفَعِ الدِيـة


المنامة
١٦ أكتوبر ٢٠١٢

الاثنين، 8 أكتوبر 2012

اقترب ..

اقترب ..
واهنٌ عمريّ بعدك
وتفاصيلُ الحنينِ مُمزقة
اقترب ..
فلِكتابِ العاشقينَ يداً
تُقصي الزمانَ
وتمضيّ معه ..

اقترب
أنت آخرُ الماثلين على الذكرى
وأولُ القراءات
هذا ورقُ الإنجيلِ يبوح
هذا رحيقُ الشوقِ ينمو من ثديّ الغيابْ
حيثُ تمتدُّ جذور الهوى
وتنفضُّ اشْتِهَاءات الترابْ ..

اقترب ..
فحديثُ الندامى كل ليلةٍ قمراً
للعابرينَ ..
وقميصٌ لكَ قدهُ الشوقُ ظلاً
للآخرين ..
قلّ : هل في كتابَك من نبأٍ للرجوع؟
هل في طياتهِ فردوساً للقاءِ؟!
ومحشراً للعاشقين ! ..

اقترب ..
فجبريلُ هواكَ مُكللٌ بالدموع
وصوتُ الذكريات ..
أسرى بهِ الشوقُ ليلاً
إلى سدرةِ الخلد
ثم استوى ..

اقترب ..
نيلُ الحنانِ روايةٌ للهلاك
وصمتُ الرياح ملاذٌ للبكاء ..
إنجيلُ حبي مُحرفاً بالصبر
وكلُ السطورِ رمادْ
ليس إلا رمادْ ..


٨ أكتوبر ٢٠١٢

الظهران

الخميس، 20 سبتمبر 2012

عيدٌ ووطن ..

ليلةٌ ظلماء نشجو بها بألحان الوطن الذي تركناه في صدفات الخليج، وقفنا على أطلالِ الجبال ودموع الرجاء وكل قطعة نكسوها من ثيابنا البيض حلةً فتسألنا حينَ رحيلها أين الدليل؟، يُسافر الموج في هذا الخليج مرتجلاً نسيم المشرقين وغروب الأمل ذهاباً وأياباً، يأتي في كل مرة بقطرات جديدة من الماء لا ترثُ من ماضيها سوى الصبر كما علمناه.

قبل أن تسألني عن السماء وكيف كانت ، سأُخبرك بأني لم انظر للسماء، بلى! قد نظرتُ ولكنها نظرةٌ على استحياء، ففي السماء سُهيل الذي نسيناه ومن حللِّ الظلام ألبسناه، هكذا نفعلُ بكل شاهد لابد وأن نغمرُ صوته في الهلاك إلا أنت ياسُهيل، لست إلا شاهداً حُرا أعجزنا فتناسيناه، قل ليّ أو لا تقل ، فالتاريخُ يأبى إلا بما كتبناه وأرضعنا منه القلوب حتى انفلقت عيون هذه الصحراء..
قم أيها الغفير واسكب غطاءك على مقلتين السماء ، قبل أن تكشف سر الشعوب الدفين وجهرَ البشير المُغيب في ساحات المنفى ، أخبر من يلينا بأننا مشينا من هنا مُتوسدين الرجاء ، راثين للأمل ، مبتهلين للآه ، حافظين للصبر .. بل كاتبينَ للمنى في كل صباح في أول صفحات الجريدة ، التي نبتاعُ أوراقها لنُعزي الأمس ونبدأ رحلة اليوم متأملين ابتسامة ذاك الأجير الذي لبس ثوبهُ من ماء قلوبنا وعرقِ أيدينا، وابتاع من جلودنا يداً صارت تُسمى بالكريمة ..


قم أيها المدعو فأنذر قلوبنا بالمنام ، وامضي على أبواب سجوننا ملوحاً بالصبر ، وأَلبس هؤلاء الأحرار رداءً من حرير يضمدُ جراح الشرف ، اكتب في مذكرات كلٍ منهم بأن الصمتَ حكمة وبِأنّ الخوف نعمة ، فالخوف لا معنى لهُ إذا لم يخرج من بطن هذا الخليج ، سأستأذنك الآن بالرحيل إلى الرحيل فها هو البشير قد أطرق في مآذننا صوت الحيّ وانضوى فجرُ الإله ..

الظهران-الكويت
٢٠ سبتمبر ٢٠١٢

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

ميلاد للنسيان

ميلاد للنسيان
وساحةٌ للوقوف
من يُهني النهاية ..
من يستبحْ عِرضَ الرفوف
حين ينطفئُ القمر
ويُضيءُ عزمُ الحمى
اسكبْ فؤادَ الذكرى في حيِّ الكرى
وابتلع غصَّ الحروف ..

يصحو بداخلكَ الليل
ويذيبُ صوتُ النساء عليك
شحوبَ هذا اللظىٰ
من يُقاسمني هذا العام
وينسابُ كقطرةٍ ذريةٍ للوفاء
ليُسقي ذريع الشقاء
ويُوقفُ ظمأَ الحروف ..

ذاكَ الأثيرُ البابلي
كمّ كان يَحلمُ بالرؤى
ويتدارسُ صبرَ الخلود
كانَ يُمني النفسَ باللقاء
ويستثيرُ بُكاءَ الجمود
يُرتبُ أسرار الدجىٰ بالعِشاء
ليخلُّقَ صمتاً للوقوف
ليسَ إلا الوقوف ....

الظهران
١١ سبتمبر ٢٠١٢

ميلاد

هكذا هي السنوات تمُر سِراعاً..لا يتذكرُ الأصدقاءُ ميلادُنا..لذا وحده الأنينُ الذي يسود حين ينقصُ عاماً من أعوامنا
فكلُ عامٍ ستنقُص أيها العمر

كيف لنا أن نتحدث بيوم الميلاد وقال أبا الحسن يومَ مضت به الأعوام:
أعدُ الزاد من تقوى فإني
رأيتُ منيّتي السّفرَ البعيدا
وعندما نُهنئ أحدهم بعيد ميلاده يتبادر قول مالكَ :
يقولون لا تبعُد وهم يدفنونني
وأين مكان البعدُ إلا مكانيا

إنهُ المكانُ واللامُستقر إنهُ السفرُ والشوقُ والرجاء ،
فكلُ هذا العمرُ بطاقات .. نهديها للبشر على عجل أو نكتُبها بإتئاد للزهر للموج والسماء .. كيف النظرُ إلى القمر في ليلةِ الميلاد .. هل يشعرُ بنا أمّ أنه يستتر بسحاب الغمام ويُردد لستَ أول من يبيعَ عُمره فقد مضى قبلك البشر كيف النظرُ إلى القمر في ليلةِ الميلاد ،تبتسمُ فيتمعرُ بعدها وجهك الذي لا يقاومُ ضغط الوجود ، لست أقوى من الحجر ، ولستَ أرفقُ من الماء ، فأنت جمةٌ يسكُنها الضجر ، ويدوسها البشر، تُدونُ الأيامَ على شفا مراجفها الأنين،يغتالها الحنين،ويصلبُ قوامُها
الوغى،من أين أتيتَ بوجنتاك التي علقهما الشقاء، صرختُ به فقلت : إليك عني أيها القمر ألست تهوى الغياب وتنفُرُ من السراب، ألست تسترُ بأُنثى السحاب ، وتفركُ الصدورَ بالشوق والشقاء فأجابَ : كلا ولكن هُنا تقديرُ ربكُ الوهاب الذي امطرني بالليل ووارى سوءاتي بالنجوم، وإني آثرتُ الإنصياع، وأطعمتُ من نوري الجياع قاطعتُهُ : أيها القمر لا تُكرر حديث البشر، فتصبحَ جلاداً للقلوب،لواماً للجياد فإنك تسيرُ لمستقركَ بخشوع ونحنُ نكابر هذا الخضوع ، فلا تعجل لسانك بالعذال، وأنتَ حِلٌ للسؤال دون الجواب فاصمت حتى يكتب لنا الرحمنُ في جنتهِ موعداً حينها ينفضُ الجدال ..


دعني أفيقُ من الجوعِ ظهراً ومن الخوفِ ظهراً ، ومن الشقاء يوماً .. لكن ليسَ هذا المساء فقط ذاك المساء


الظهران ١١ سبتمبر ٢٠١٢

الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

سُبات

صحىٰ من سُباتِ السكون
واخرجَ كأسَهْ
استقبلَ قِبلةَ الصمت
وكانَ السوادُ لباسَهْ
مضى حاملاً في كفوفهِ النار
تجرَّ الموتَ أنفاسه ..


صحىٰ من غفلةِ النسيان
انكرَ السلوانُ قلبهْ
وشاخَ العمى في ناظِريهْ
هذا وطنٌ للجراحْ
وهذا مُستقرٌ للهروب
يهذي به الشحوب
وينتحرُ النسيمُ عند ركبتيه


صحىٰ من سُباتِ الجحيم
يئِنُ تحتَ هذا الركام
يغفو فوقَ وسادةِ الخوف
ويستجدي بعدما علّكَ الصبا
صوت الساقي والزحام

صحىٰ من ضجيجِ الموت
عادَ من ظلمةِ الحوت
فانكرَ تسبيحهْ
هنا عرفتهُ النساء، هنا انكرهُ الرجاء
وانطفأت مصابيحه


الظهران ٣ سبتمبر ٢٠١٢

الجمعة، 31 أغسطس 2012

موقف البحار

أدر عقرب السماء
واضرب بيديكَ على خصيبِ الوجود
أدر عقرب الأيامِ
وأسفح على قُللِ الصحراءِ نسيماً وسهود
أدر عقربَ الوقت وأسأل سُهيلَ البقاء
واهديهِ قمراً وحشود

أما نجمةً زرقاءَ تهويّ لنا
فتكسو الظلامَ ثوبَ الضحى
أما قمراً ذرياً يختالُ الظمى
ويبعث في سماء القوم نوراً وأنجما
ألا أيها الخطيبُ كُف يدَ الهدىٰ
وأمضي بنا الصحراءَ تأملاً
أرنا سُحبَ السماءَ واسكب
سهامَ الوجودِ على الحمىٰ
فما زالَ في الليلِ مُتسعٌ للشقاء
وفي الأصداءِ ثَمرٌ للغريب
وفي النهر ظمأٌ للرجاء
فلا تعجل لسانكَ بها
فلن تسبقَ الرياح ولن تسبق المها

أيها الخطيبُ
كلماتُنا شاطئٌ للحبور
ومرفأٌ للخضاب
فما بقيّ من الزوالِ سوىٰ
أرضاً للعبور ..

ألا أيّها المخبوءُ بيننا
أدمتَ مقال الحيّ حتى امحىٰ
فاكتبُ على جدارِ الموتَ
حتى يصيحُ الدُجىٰ ..
اكتب حتى ترى مفرقَ الضوءِ
بين الصدورِ وبين اللحىٰ

المنامة

٣١ أغسطس ٢٠١٢

الاثنين، 27 أغسطس 2012

بوابة السماء

شاه وجهُ الصباح
وتلثمت الطيورُ نقاباً من حرير
خلف بوابةِ السماء
قلمٌ وشيخٌ ضرير ..


يأنُ هذا الصباح
ينزفُ جرحُ الشمال
هذه بوابةٌ للشحوب
هذهِ كنيسةٌ للخيال
هذهِ تراتيل الصبيّ المقدس
صدىً يثيرُ جمود الرمال
من أين يتسع المدى؟
قلت: من حيثُ يبتدأُ المحال
إلى أين يُسافرُ الرحيل بنا ؟
قلت: سبعٌ من الطيرِ يجيبون السؤال ..


هذا وجهُ ذي القرنين عاد
محملاً باللظى ..
على صفيحِ الهدى عاد ..
فانبثقَ الماءُ من تحتهِ غدقا
تبسمت للفجرِ شفتاه
رأى بالمنام أنهُ يبقى
هوى فوق قارعة السكون
مستجديا بالوجودِ حمّقى
أطال الصلاةَ تسبيحاً
وظنّ أنهُ سيبقى ..


جدة

السبت، 30 يونيو 2012

ظِّلال الحرف ، أم ضَلاله؟!



يسترقُ البعض من ظِّل الشجرة مأوى يمكثُ به ويأوي جسده ، ويقيه لهيب الشمس الحارقة في صدر الصيف الملتهب ، الذي لم يكتفي بإزدحام ساعاتهِ بأعمالها ، بل تكتمل فداحة أيامه بضيّقِ نفوس رواده، وقرم عقول مفكريه - إن وُجدوا- فيه، ذلك اللهيب الذي قد يُجفف العقول من أفكارها ، ويُخرج الفصاحة من لسانها ..


ومع كل ما مضى لن نلوم تلك الأفكار التي جفت ، والفصاحةُ التي خفّت ،فقط لأننا نعرفها حق المعرفة ولم تتبدل معانيها ، ولن ألومها على ما حرّف بعض أهلُها فيها فهم فعلوها من قبل وسيفعلونها ما طال الدهرُ من بعد وسيفعلونها ما داموا يجهلون ذواتهم ، ولايدركون سُبلهم ، وبهُتت غاياتهم ، وحارت بهم ظنّونهم، وسولت لهم ظلمةَ عقولهم تدنيس جنة الحروف، فاقتصوا ثمرها وجعلوها وكراً على فوهة بركان ، يُنفخُ فيه من أنفاس الشر ، ما يُذيب القلوب حزناً ، ويغتالُ العقولَ عسفاً، وما ذنبُك أيها الدهر ؟ فإن أهل الجهل إن أرادوا أن يفسدوا لن يتركوا مظلةً إلا بسطوا أيديهم فيها واكتظت أفكارُ الشر فيها. وأيّ كتابةٍ يُمارسون ؟! أتلك التتي تتراكب على التنميق وتستوحيّ كلماتُها من الغشِّ والخِداع ، والتدليسِ والتدنيس ، ويغضوا الأبصار عن الرؤى ، والبصائرَ عن الهُدى ، والعقولَ عن التفكير ، والقلوب عن التدبير ، كذبوا وما صدقوا ، ووعدوا وما أوفوا ، وتسموا بأسماءٍ ليست لهم ، واسترخصوا وطنهم ، وباءت سبلُهم ، قد ازروا هذه الأرجاء تزلُفا، وأغرقوا الصفحاتَ عُنفا، فلا همّ فادوا وما أفادوا ، تتهافت أقلامُهم على المديح ، وعناوينهم على الرديح ، وما يملكون لهذا الوطن من الرأيّ السديد.



اوقفوا كل هؤلاء المدّاحين ، لكل كلمةٍ الحق رداين ، إن هم إلا وباءًا ووبالا ، زادوا من سذاجةِ طَرحِهم فزاغت نواياهم عن الخير ، واستبدلوا الرسائل السامية ، بتقبيل الكتوف ، واستغلال الظروف ، لعلّنا نرى وطناً يُشرقُ من جديد ، وجيلاً يبني ، فقد بلغَ منا الصبر مبلغا ، ولم نعد نحتمل أكثر من ذلك فهم يأتون في كل عقد بنُسخٍ مُتشابهة تأكُل من خيرات هذا الوطن وتطعنُ في أبناءه ، ويخافون من ظّلِ حُكامه ، فيكتمونَ ما لا يُكتم ، ويذيعون ما لا يضر وينفع ، صدقوني يا أعزائي بعد أن ذلك لن تشعروا بغصةِ كل مساء وأنتم تتصفحون الجريدة .


الظهران

٣٠ جونيه ٢٠١٢

الثلاثاء، 26 يونيو 2012

على شموع الفكر

أُمارس الكتابة غالباً لكي تُطفئ شعلة التفكير المُنبثقة من تتابع صيحات الضجيج في أرجاء معمورتنا إن صح التعبير فالكتابة كشمعةٍ حرة والفكرة كعود الكبريت إذا اشتعلت الأقلام توقفت حتى إشعارٍ آخر يُدعى بالتنفيذ ..


يقولُ سارتر أن الليل طفلاً تائها في الصعيد الأجدب .. لم يحيا إلى اليوم ليرى صباحاً تائها أدراج النسيان ، كصباحِ اجتماع يبحث قضية تمكين الشباب الذين أمسوا كهولاً في قاعات الحوار من دون قرار فكيفَ للدم المُتخثر أن يُحفز دورة الجسد؟! .. وأشدُ أيلاماً من أعرجٍ يرتكز على كاهل الشباب هو أخرقٌ يتوكأ على أحلام هؤلاء الشباب ..


على غرار القرار جملة لن تجدها في أروقة وطني بالمساء الذي أتى بعد أن نامت أناملٌ أُنهكت في كتابة القرار وصياغة الإقرار لتترك أوراقه ذائبة في محصلة المزاجية لمسؤول الدار , القائد الغوار , ابن سُلالة الأبرار , ليختم بحبره على صفحات الهواء , وتمنى الهواء أن ينطق ليقولَ ياقومُ ما أنتم إلا في غَرار ..


قانون السيادة العربي ينص على أن تُغرق الأرجاء بالآلام وأن تبني قصراً لامعاً في ظِلالِ الظلام والأهم أمن تسكنهُ وحدك وحاشيتك ولك أن تبعث بباقاتِ الورود إلى تلك البيوت البعيدة التي طعنها الطمع فقط كي تسود في الظلام فلا أنت نزعت أقنعة الليل عن وجه الصباح فالليلُ بذاته يُريدُ الفرار .


تذكر بأن النجاح أن تبني أملاً بأعمدةِ الإيمان .. والإبهار أن تبني أمآلاً في أرض الواقع فوق ظلِ الخيال ..الأهم أن لاتقف لدى من يخبرك بأن طريق العبور لابُد أن يمر به , فإشارة العبور إلى الآفاق خضراء من حيثُ أتيت إلا حيثُ يقف .. فالشجاعة ياساده لاتنمو في الظلام .. كما هو الحق لايُصادقُ الجبن ..



نايف

الخميس، 14 يونيو 2012

الهاوية السُفلى

تتبعثر الأوراق كل يوم بل كل ساعة ودقيقة لتسد عثرة أو هلاك إحدى الوزارات ويزداد الإصلاح ولكن تبقى العبارة السائدة هي ذلك المثل الشعبي : " من حفرة لدحديرة" ولابُد أن هناك سبب لتتابع السقطات كلنا يؤمن بأنه وحده التعليم ولكنا نخوضُ في الإصلاح وننسى "الهاوية" بل لسوء الحظ لدينا هاويتين تدعى العُليا والدُنيا وفي الحقيقة وبكامل الاحترام كلتيهما يُمكن نعتها بالسُفلى ! ..


تتوالى دراما وزارة الشؤون الاجتماعية وتتوالى يوميات المسلسل المؤلم الذي يُشبه الدراما الخليجية البالية ولكن السؤال متى سيموت الشرير وينهض المشلول ويمضي صحيحاً ؟! .. الجواب لابد وأن يكون لدى الوزارة السُفلى أو لدى السُفلى الأُخرى ..


وحدها ثقافة الضجيج التي تتكاثر وتسرع في الإنتشار دون أن يوقفها إنجاز أو تأكُلها آذان التنفيذ ، بل بدأت بالنهش في عقولنا وأمضت في ترك صورتها ولكن من "خيال" ..

تبدأ مع كل صيف مشاريع الإعلان عن المصائف المتوهجة في البلاد (كما تقول الهيئة العامة للسياحة والآثار ) وهذا ما يؤكد أنها تُغرد خارج السرب إذا ما علمت أن يومية فندقاً في بروكسيل أقل من الطائف ولهذا فلها الحق بالتفاخر ! ..

وبمناسبة الحديث عن التمكين لا أدري متى سينتهي التنظير دون العمل بل بات بعضنا يشك بأن الشباب أنفسهم سيمضون كهولاً في قاعات النقاش وفي النهاية لن يتمكن أحد على غرار لم ينجح أحد ! .. "بركاتك يا ستي سُفلى"

الخميس، 31 مايو 2012

كلامٍ في كلام ..

عند سماع عبدالله الرويشد (مُسلطناً) في إحدى أُغنياته وأتمنى لو كان في مجلس الأمه من يُنصت ليستمع كم هي عذبة هذه الكويت! ..

يُعاود الجرس الموسيقي لأغنيته إكمال الحكاية التي لاتتوقف عن باب إحدى المنازل أو مُعاناة إحدى القُرى أو إحدى القطاعات في بلدي وتمر الذاكرة على الخُطط الخمسينية والوعود الإصلاحية التي تُحاول أن تدفع عجلة ولكن ليس هناك عجلات للوقوف لتدور! .. فيرتفع منسوب العذوبة عندما تقتص الطريق وتغمزه تلفُتاً يتبعهُ شحوب وإيماء عندما يصدع سلطان الأغنية ليقول (أثاري كل ماقلتي كلامٍ في كلام)..

أنظر لبعض الطرق المُعبدة بإيثار من التاريخ وأتمعن في صِدق الماضي الذي استطاع إبقاء صورتها ومحطاتها ولكنه لن يستطع أن يحميها من داء الوقوف الذي يُكابر ويُصر على أن يختزل جسد الثقافة ليتفرّد بها ..

المواطنة أصبحت لدينا لغز كلما سُئلنا عنه تدافعت الأقلام لتفكيكه وإعادة صياغته ولم تتدافع الجوارح لتُرينا كيف يُصنع هذا الكيان .. وتنطلق الآلاف الؤلفة من الكلمات المُتراكبة لتشرح ولا أدري هل سألوا لوهلة كيف سيتلقى هذا المواطن هذه الكلمات وبهو يتساقط في عثرات الطُرق واحدة تلو الأخرى؟!


أحاول أن أتخلص من بقايا التشاؤم الذي خَلّف لدي تعريفاً مُغلظاً للوطن وهو أنها أي أرض تستُرُ أمواتها وأتمنى أن أفعل



نايف

الجمعة، 20 أبريل 2012

رائحة الشيطان

رائحة الشيطان


كنتُ أتسائل ما إذا كان للشيطانِ رائحة ! .. نشمتها في الأراضي المُدنسة بخطوات شياطين الإنس فالأرضُ طاهرة بأصلها ولكن من يُدنس رحمها وينشرُ الشر في ربوعها ؟

من المنطقي أن لاتتجاوز نسبة الوعي في أي مُجتمع عن الربع ولكن أين يسكن ربعنا الواعي ؟ أم أنتا جميعاً أصبحنا (ربع) !


أتسائل إذا ما كان هناك شعور أسوأ من ذلك الذي ينتابني عند الاستماع لإحدى الإذاعات مما يُجبرني على تغيير الموجة إلى إحدى محطات البلدان المُجاورة مجبراً أخاكَ لا بطلٌ .. أحبك يا وطني ولكني مُجبر بعض الأحيان على تغيير الموجة!


في كل مرة يزداد حجم الفساد في جميع أنحاء العالم ترداد نسبة الغضب الشعبي .. لدينا هُنا فقط تزداد إمكانية إعادة النكت الساذجة إلى١٠ أضعاف بالرغم أنها دون طعم ولا لون ولا رائحة !

أُمرنا بالتأمل ويُخطئ من يظن بأن التأمل في النهج القرآني الكريم يعني أن تنظر فيما خلفهُ الفساد فتُصاب بالجنون !


في كل تقدم لابد أن تتأكد بأن نظرتك للخلف شاملة لترى من يتراجع من الصف ومن يُعيق تقدم البقية .. انظر في آخر الأعوام ستجد الصف كاملاً لم يتحرك إلا بفعل الطبيعة !


نايف

الجمعة، 2 مارس 2012

غُربة

تتسلل الغربه إلى رفوف المكتبات تصف نفسها كإمعانة على ظهر القطار أو كسحابةٍ جرحها عبور الطائرات .. 
تستبيح قلوبنا وتملك خيالاتنا وتُملي علينا ضلوع الأحبه ..
تُجردنا صباحاً من رداء الحنين وتكسونا دروع القسوة فتترامى صيحاتنا وتُكفر معاجمنا أوصاف الليل 
نظنُ وأننا أكثر قوة وأشدُ جلاده حين نمتطي صهوة جواد الكراهية .. وتُنكر أنفسنا احتياجها لدفء الشمس ! ..
وقد كنا في خلجات الليل نساور القلوب ونستكشف تبعات الحنين ونستوطن على سفوح الجبال باحثين عن خيال يحكي لنا واقع الجنان ، 
ويُسكننا في قصر السلطان ، ونندب ما صنعت أيدينا .. وأولها ذاك السلطان ! ، نتناقض فنكون أكثر موده ونختلف ونحنُ بأ صفى رقة 
، وقد كان وفاقنا ، في المساءِ  ثوره وفي الإصباحِ نفرة و نختفي خلف زوبعة الضوضاء ، 
نغدو كطيورٍ مهاجره لسعيها في كل لحظه مُسافره ، 
نتسائل ما الذي يحملنا ؟ لنكون أقوى ونرتمي في أحضان الصبر وحروةُ النثر نُبعثر الأوراق حولنا لنبحث عن إجابه 
لاندري أين ولكننا متيقنين بوجودها نلتقي لنتبادل أطراف الحديث في الضوء الخافت وبحضرة الأمل اللافت ..
 دائماً نأتي من خلف التهافت فالسؤال يبقى برغم الجرح الذي سيبرى فنحنُ على مُتن ماذا؟! .. إنه الإيمان يا ساده  
 

السبت، 28 يناير 2012

استباحت

استباحت سراير مهجتى أمسيه..كنت نورن أحس بضيق عتماتها
ماثلن فى طريقن وجهته مقفيه..تنتحر فيه آمالى بخيباتها
كم بعيده هكالضلعان والاوديه..والمنازل وكبدن من فلذاتها
وردة(ن)أشعر انى حب مستنديه..يتنفس شذاها كل من فاتها
وانا حارس على نقطة شقا مضنيه..تعبر الناس حزنى بابتساماتها
مالقيت فمكانى ذاك من تسليه..غير بيض(ن) اتقدم لى هوياتها
علهن يبسمن بنظرة(ن)مغريه..علهن يمنحن الروح رغباتها
يعبرنى يغيبن كنهن أضويه..تبتعد ثم تطفيها نهاياتها
والشتا يطرق الساحات والابنيه..كان للريح وجد(ن) فى عتاباتها
له على خاطرى من وحيها أغنيه..بت وحدى أغنيها بآهاتها
أحتضن بندقى واهيم فى أمنيه..وين ماهم طرفى خال نجماتها
جاوزت بى حدود الحلم مستعصيه..لين ذبت فخيال(ن) من خيالاتها
عشتها سكرة(ن) فى ليلة(ن)مضويه..ماحياها ولد عز(ن) ولاماتها
ولاهواها ذليل(ن) شيمته مخزيه..أو عيون الجبان أمست بغفواتها
كفوها من يشوف الدم والتضحيه..حب الاوطان لاهانت كراماتها
أحرس وأحلم وأحرس بلا أغطيه..والجنود ابعدوا عنى بدفواتها
رقدوا فى وجيه(ن) كنها أحذيه..كم مشت فى دروب الذل خطواتها
وش لى أحيا حياة(ن) أدهرت مزريه..تخنق الحالم النشوان نسماتها
صار طعم الحزن والخبز والادويه..واحد(ن)تمزجه نفسى بعبراتها
أدرك ان البشر أمراضها معديه..واستمد الدوا منها بعلاتها
كان جتك النفوس المانعه معطيه..ماتجود العفون الا بفضلاتها
ابتسم للزمان بداعى السخريه..كل ماشالت الاصنام عرضاتها
شاهد المجد كوره والصروح أنديه..همة(ن) ماتطول العز راياتها
عيش عنها شريد(ن) والعمر تمضيه..والوطن أى أرض(ن) تستر أمواتها

الثلاثاء، 10 يناير 2012

فوبيا الحياة

عندما نتمم عملا فإننا نتنفس الصُعداء ولا تخلو تلك اللحظات من محاسبة النفس ... سؤال يتبادر إلى أذهاننا ونحن نؤمن ان هناك طرق مختلفه لإتمام ما عملناه .. لماذا نزرع الخوف في قلوب أبنائنا وبناتنا؟! ... فالخوف ليس بمعنى واحد وهو الذي يأنى بعيدا عن الخشيه والحياء فهو شعور سيء بمختلف المقاييس وحتى بعبارة (( من خاف سلم)) ...


ما عنيت بالخوف هو ذلك الذي يكتسح جسور حياتنا المهنية والإجتماعيه ويكسوها بطقوس محدده لاتبتعد عن كونها ممارسات مستورده من الخارج والداخل .. فالطريقة التي عاشها آبائنا وأكملوا مسيرتهم بها ليست هي الوحيده وليست الفريده من نوعها ياصديقي ! لسبب وحيد أن المقارنات في هذه الحياة هي أكثر المؤرقات التي تكسونا بالظلم والإكتئاب فلن تكون أحدهم ولن يكون أنت ! ..وأبشع الجرائم التي تحدث في حق الإنسانيه هي صادره عن تلك المقارنات وطرق جلب التشابه لارض الواقع الذي ينكرذلك  بدوره .... فلا يتصور الأسد أنه سيأتي أحرارا ويحرروا بل على يقين بأنهم لابتعدون عن آبائهم الذين عاشوا تحت كساد الحزب البعثي وتحملوا معاناة ظلمه وغطرسته هذه من جهه .. والجهة الأخرى أنه يؤمن بالتشابه الكبير بينه وبين والده! .. تخيل إلى أي حد قد يجلب المتاعب هذا التشابه! ولاي مدى قد يسخر العقول للجمود ؟ ...

كل تجربه تأتيك في هذه الحياة هي لك وحدك ولو كانت مطابقة لما خاضها غيرك فلا تنظر إلى نهاياتهم السعيده والتعيسه في خوضها وتذكر أن الإيمان يكمن  في تحرر العقل في تحليلها وتقدير كيفية الإنخراط بها ! .. أنجح الآباء أولئك الذين يدركون الإختلافات بينهم وبين أبنائهم وقبل ذلك بين الأبناء أنفسهم .. متى نكتسح الحياة بقوة والمحطات بعنفوان اليوم لاالغد؟! ونزرع في أبنائنا وشبابنا الطموح الذي يمضي بها أعلى الآفاق ؟.. لو ذلك فعلنا سيغيب ذلك الإحتقان الذي نراه أمام كل جديد يواجههم ليروه بعين أوسع وإحساس أكبر؟! .. فلا تصدقوا أعزائي أن هناك طريقه نستطيع من خلالها نحرك من خلالها عقولهم إلا من خلال كسر هاجس الخوف التجديدي لديهم !



كل الهموم تأتينا بسبب عدم تقبلنا لأن تأتي النتائج مشابهه لما أردنا في الحياة ولو أنها ستأتي مطابقة فمن الأفضل أن نختار إنسانا واحدا ليعيش هذه الحياة دون ان نبالي بشيء منها .. هذا هو معنى التغيير والتجديد الذي حثنا عليه الإسلام وغلا فما امرنا رب السموات بأن نتفكر بها ولا الأرض أن نشتغل بها ونكتفي لما تفكر به آبائنا وغيرنا !



ومضة : ولاتنسى أنه بقدر مانتغير فالأشياء من حولنا تتغير



بقلمي/ نايف

الأحد، 1 يناير 2012

لماذا نحن متكلفون؟!

أرسلت ليلة رأس السه تهنئة لأختي الصغرى وثم إلى بعض الأصدقاء ولم أذكر في رسالتي أنني أعايدهم وأن الكريسمس بدأ يأخذني إلى الرقص و اللهو أو يداعب شياطيني التي قد ظُلمت في ظل تواجد بعض شياطين الأنس ..

الردود أتت كالموجات الصاعقة خاصة بعد أن أتى الشكر على مضض على التهنئة بدأ سيل المناصحه والمسائلة إلى حد اشعرني وكأنني فعلا على خطأ بالفوح عن مشاعري التي تحمل لهم كل التقدير والإمتنان!! ..


أجبت أختي الصغرى بسؤالي لها : هل يوم الجمعه عيد؟ .. هل بداية السنة الهجريه من الأعياد في الإسلام؟! .. هل أن تهنئتي ودعائي لك بالتوفيق والسداد يستلزم الحضور في الأعياد وأن يغيب فيما تبقى؟! .. أما بالنسبه لباقي الأخوة والأصدقاء فسؤالي لهم : هل تلك المشاعر الدفينة تنتظر أقرب الفرص لتبحر لكم وتلقي على آذانكم بعض من فياضها ؟!.. نظرت لبرهة وبعدها أتى أهم سؤال وكان  لنفسي هل يجدر أن نتراشق في هذا اليوم لنثبت عبوديتنا لله والتزامنا بالإسلام ؟! .. أم ندخل في تيار السجال ونصطف في احدى جبهات رجال الدين مابين تحليل وتحريم فقط لرد التحية لزملائنا المسيحيين ؟! .. هل يحتاج إلقاء التهنئة أو ردها كل هذا النضال وتجنيد للقرآن والسنه وهي التي أٌنزلت ومن ثَم تلك اللحى التي زرعت لمجابهة مثل هذا التفاهات ؟! .. أم يجدر بي أن أدخل في صدام (المثقفين) السعوديين بإنطلاقة المعضلة من المبدع صالح الشيحي الذي ما أن أباح عن ما يؤرقه وأراد له أن ينتهي وأن يختفي حتى انطلقت جيوش الأقلام يمنة ويسرة إحداها تريد التأكيد لتنال من كل المثقفين أو ماسمي مثقفين الوطن وأخرى تحاول أن تنفي وتتهمه بالقذف والزندقه لتكون هي الفئة المنزهه التي اصطفاها الله للثقافه ! .. ياصالح من سماهم ب (المثقفين) بالأصل فلا تحزن ...

اعتذار أول لكل من هنأته ببداية العام ..فعلا أنتم من أصبتم وأنا من أخطأت فنحن ننزف كل عام وبقدر مانحاول تضميد الجرح فإننا نزيده اتساع وبشاعة .. جرحنا لا يحمل ألما أكثر من ما مضى ولكنه أبشع من ما نتصور ...

اعتذاري الآخر لك عزيزي القارىء عن عدم تهنئتك فتجربتي الأولى كانت بقدر امتعاضك مما قرأت ...


دمتم بخير ..


النايف