الثلاثاء، 10 يناير 2012

فوبيا الحياة

عندما نتمم عملا فإننا نتنفس الصُعداء ولا تخلو تلك اللحظات من محاسبة النفس ... سؤال يتبادر إلى أذهاننا ونحن نؤمن ان هناك طرق مختلفه لإتمام ما عملناه .. لماذا نزرع الخوف في قلوب أبنائنا وبناتنا؟! ... فالخوف ليس بمعنى واحد وهو الذي يأنى بعيدا عن الخشيه والحياء فهو شعور سيء بمختلف المقاييس وحتى بعبارة (( من خاف سلم)) ...


ما عنيت بالخوف هو ذلك الذي يكتسح جسور حياتنا المهنية والإجتماعيه ويكسوها بطقوس محدده لاتبتعد عن كونها ممارسات مستورده من الخارج والداخل .. فالطريقة التي عاشها آبائنا وأكملوا مسيرتهم بها ليست هي الوحيده وليست الفريده من نوعها ياصديقي ! لسبب وحيد أن المقارنات في هذه الحياة هي أكثر المؤرقات التي تكسونا بالظلم والإكتئاب فلن تكون أحدهم ولن يكون أنت ! ..وأبشع الجرائم التي تحدث في حق الإنسانيه هي صادره عن تلك المقارنات وطرق جلب التشابه لارض الواقع الذي ينكرذلك  بدوره .... فلا يتصور الأسد أنه سيأتي أحرارا ويحرروا بل على يقين بأنهم لابتعدون عن آبائهم الذين عاشوا تحت كساد الحزب البعثي وتحملوا معاناة ظلمه وغطرسته هذه من جهه .. والجهة الأخرى أنه يؤمن بالتشابه الكبير بينه وبين والده! .. تخيل إلى أي حد قد يجلب المتاعب هذا التشابه! ولاي مدى قد يسخر العقول للجمود ؟ ...

كل تجربه تأتيك في هذه الحياة هي لك وحدك ولو كانت مطابقة لما خاضها غيرك فلا تنظر إلى نهاياتهم السعيده والتعيسه في خوضها وتذكر أن الإيمان يكمن  في تحرر العقل في تحليلها وتقدير كيفية الإنخراط بها ! .. أنجح الآباء أولئك الذين يدركون الإختلافات بينهم وبين أبنائهم وقبل ذلك بين الأبناء أنفسهم .. متى نكتسح الحياة بقوة والمحطات بعنفوان اليوم لاالغد؟! ونزرع في أبنائنا وشبابنا الطموح الذي يمضي بها أعلى الآفاق ؟.. لو ذلك فعلنا سيغيب ذلك الإحتقان الذي نراه أمام كل جديد يواجههم ليروه بعين أوسع وإحساس أكبر؟! .. فلا تصدقوا أعزائي أن هناك طريقه نستطيع من خلالها نحرك من خلالها عقولهم إلا من خلال كسر هاجس الخوف التجديدي لديهم !



كل الهموم تأتينا بسبب عدم تقبلنا لأن تأتي النتائج مشابهه لما أردنا في الحياة ولو أنها ستأتي مطابقة فمن الأفضل أن نختار إنسانا واحدا ليعيش هذه الحياة دون ان نبالي بشيء منها .. هذا هو معنى التغيير والتجديد الذي حثنا عليه الإسلام وغلا فما امرنا رب السموات بأن نتفكر بها ولا الأرض أن نشتغل بها ونكتفي لما تفكر به آبائنا وغيرنا !



ومضة : ولاتنسى أنه بقدر مانتغير فالأشياء من حولنا تتغير



بقلمي/ نايف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق