-١-
متأملٌ في الدمِّ الذي يُسكبُ في كؤوس الأرضِ
ربما قيّل
: هذا القتلُ أهونُ من تمامِ الذاكرة !
-٢-
يبحثُ عن ذاكرةٍ مُكْتملة، كأنهُ يتَرجَى السماءَ أنْ تُطوّقَ الأرض فوقه !
-٣-
قلّما يشهدُ الرملُ لحناً جديداً، قُلّ ليْ إذاً ماذا اقترفتَ لكي تصيّرَ رملاً؟
-٣-
عالمٌ يلتحمُ بالخلّاصِ مُقدماً قرابينهُ بشراً
وأشجارهُ وليمة ..
ماذا تُسميّهِ أيها الرملُ؟
لا أسمعُ الآن أي أغنيةٍ ، ولا أُحسُّ الآنَ بالأبدِ.
-٤-
ألبسُ وجهاً ثم انتظرُ إقتراب الصبحِ لكي أخلعه،
أطوفُ بالوجعِ المُصابرِ،
أُصاحبُ فتنةً ..وأصيّغُ أُخرى
قالتْ الأرضُ : لماذا اخترتني وطننا؟ لماذا أنا؟.
-٥-
أعجبُ ما يفعلهُ البشر : انتظارُ المطرْ
كأن لا شيءَ يغسلُ درنَ الأرضِ إلّاه.
فلِما إذاً نسمي المكانسَ التي لا تُعطي الأرضَ نشوتها؟
-٦-
أعرفها ، أو أدّعي ذلك ، تلك اللحظةُ التي ينتظرُ الغيبُ فيها
دماءَ البشر!
-٧-
لماذا يجهضُ الماضي كل محاولاتِ الدهرِ
أن يصغي لأفواهِ النساءِ اللاتي انتظرنَّ مجيء القدر؟
العالم العربي يشبهُ النسوة في ضجيجهن المتواصل (الخلّاق) بدون استجابة من الكون.
-٨-
إجابةً للأصدقاء الذين يطالبون بالكتابة :
لو أدعو إلى لغةٍ، لن تكونَ غيرَ منفى
وكيف يبدو بيني وبينَ النارِ خارطةٌ
اسّمُها "وطني".
أتساءلُ : كيفَ لايكونُ القدرُ ذا سطوةٍ، وأنتَ لا تختارَ وطنك؟.
-٩-
يدُّ اللهِ التي تخلقُ ، أليست تُريدُ لهذا الآخر أن يكون؟
فلماذا، إذا يحاولُ العالمُ أن يستنزف آخره؟
-١٠-
(غاندي)
مثلُ أنبوبٍ يحتضنُ العالمَ وحدهُ قلبي يضخُّ الدمَّ لهذا الدماغِ الذي يسمى ضميراً.
-١١-
ماذا يفعلُ عقلٌ يسيرُ وحيداً في وسط جزيرة كهذه؟، ما الذي يحميه من الماضي وذاكرةِ الجماعة. قلتُ : أحياءٌ بلا موت، من عمّروا الحاضرَ بسطوةِ الماضي.
-١٢-
هذه الأجيال التي تتناسخُ من بعضها ، كأنَّ آدمها صخرةٌ. لما تُريدُ أن تبقى إلى الأبدِ؟.
-١٣-
شرقٌ أوسطٌ ، يتوسطُ المحيطات كأنهُ يجرّها إلى أن تتلوّن ، لا بلّون السماء، بلّ بلونِ الوردْ !
أتذكرُ تلكَ الوردةُ التي قتلت 'ريلكا'.
22 حزيران 2015