الأحد، 26 مايو 2013

متلازمة !

لايبدو أن العالم الحديث سيصل إلى ذروتهِ المُثلى إلا عندما يتحررُ مرتادوه من وهم الشعارات. تلك التي بدأت تملأُ كل أروقةِ الهواء وما خلف الهواء ، تلك التي تحملُ الأصوات والقلوب والعقول على أن تبقى في غيرها لأمدٍ بعيد وبهذا أصبحت قنينةُ الأفكار لا تُنذرُ بسُكرٍ جديد ، ولا بقمرٍ وليد ولا بعروةٍ وُثقى تُكشرُ عن أنيابها.



يبحثُ الناسُ عن شعاراتٍ تُعبر عن ما شجوه في قلوبهم وأفئدتهم ولكنهم حين يقدمون على ذلك لم يتيقنوا إلى أنهم يصنعون قضبان سجونهم بهذا الإنقياد. كل الشعارات لم تحضر إلا لتجعل الحياة أفضل هكذا يُفكرُ النازحون إلا جوانب الكلمات ليلقوا عجزهم في الإنجاز على عاتق الكلمات التي تحملُ نفسها متنقلة من لسانٍ إلى لسان ، تنتظرُ من أحدهم أن يُحولها إلا سلوكياتٍ حقيقةٍ على أرضِ واقعه الكبير ، ولكن سُرعان ما تبدأ تلك الشعارات بالإختفاء بمجرد وجودها، إذاً هي الحيلةُ التي طالما استخدمها الإنسان ليلتف حول نفسه ويصل إلا مُناه غير مكترثا بما ستُخلفهُ إلتفافاتهِ من وهمٍ كبير ، فبهذه الطريقة ينجو من كل عناء ، حتى من ذاك الضمير الذي لايسكت ولا يغيب إلا عندما نغتاله! ..
أصحابُ تلك الشعارات لا يأبهون بما تحتويه من معنى بقدرِ ما هم مهتمونَ بأن تقع وأن تجري حيةً بينهم ، ولربما من سوء حظنا أننا احترفنا إنتاج هذه القوالب الجاهزة التي يتساوى ما بداخلها قدراً ولا قدّراً ، إنها الملاذُ الأول للجروحِ الدائمة التي يشعرها السائرون على قارعةِ الطريق. ربما لا زلنا في محلِ استهداف لثُلةٍ ممن يحاولون أن يُخرجوا الناس من نمطيتهم وهذا عملٌ يُشكرون عليه بالفعل ولكن لا يدركُ هؤلاء كم من الشعارات يخلقون ليداووا جواحنا وربما ليحدثوا جروحاً أخرى أو موتاً حقيقاً في عقولنا الصغيرة الاي لا تزالُ عرضةً للشعارات ومقصلةً لمآتِم العادة والنمط.


 شعاراتٌ في كلِ مكان ، شعاراتٌ في كل وقت ، شعاراتٌ تخرج لتقتل شعارات، وشعارات تبقى لتحمي شعارات أخرى ، وأين نحنُ من ذلك ! 

جدة 
٢٥ مايو ٢٠١٣

الأربعاء، 15 مايو 2013

النارُ أشرفُ من حريق

لم تزلْ عيُّوننا في المكانْ ..
لا جسدٌ يقومُ بلا عينينْ
ولا روحٌ تضيءُ بلا بصرْ ..
إنّا هُناكَ ولسْنا "هُنا" !

غيّروا اسمَّ هذهِ الأرض ..
ربما لنَعودَ نحنّ
لنعودَ للمَدىٰ
وللأمنياتِ الصغيرةْ .. 
سأظلُّ ألفَ عامٍ إن لمْ تُغيروهُ
لأسألَ مَنْ "أنا"؟

لا تحلموا بكوكبٍ جديدْ
فالطريقُ إلى الماءِ وحيدْ
أن تُغيروهُ ..
أن تُعيروهُ أعيُّنكمْ
لكي يرى .. 
فالمكانُ مساحةٌ للثبورِ
والضيقُ وحيٌّ للهدىٰ


لا تلومُوا المهاجرْ
فالمدائنُ لا تدوّمْ ..
السيفُ واقفٌ في الطريقْ
والمكانُ أبيض ..
هل تروّنَ الآن ما يرى
"النارُ أشرفُ مِنّ حريقْ"


١٥ مايو
جدة