الجمعة، 17 يونيو 2016

لغةٌ سوف تكبُرْ

-١-
لا تُرى شهواتُ الكونِ احترازاً،
 هذا الأثيرُ الذي يتصاعدُ في سماواتِ المكانْ، مثلما انتحرتْ على شرفةِ الدهرِ طهاراتٌ ماضيةْ.

يفتحُ الضوءُ طُرقاتهِ بخطواتٍ تكادُ من هدوئها أن تتلاشى، في شتى الأماكنِ التي يملؤها الفقر، والطفولاتِ التي تشيخُ قبلَ آوانها.

-٢-
كل هذه الطبيعة عزاءٌ للبشريةِ المفقودة. تتسامى من أجل إغراءِ هذا الكائن أن يخرجَ من نفسهِ، أن ينظرَ في مرآةِ الكونِ ولو لمرةٍ واحدة.

-٣-
كم ستبقى أيها البشريُّ في نفسك؟ ، أما من شهوةٍ للخروج إلى المدى، للظلماتِ التي أصبحت للضوءِ سكنناً، للسفرِ المستفيضِ في رفقةِ المعنى. لكَ شيءٌ واحدٌ سيجعلُكَ الآن ترضى، وهو أن تعرفَ حتماً أنكَ لنْ.

-٤-

مهما احتفتْ بكَ الأيامُ لوهلةٍ ما ، مهما استحالَ قدرُكَ لأن يكونَ ضيفاً للكوميديا السوداء في مسرحِ الماضي.
أنتَ من هنا،
أنتَ من هنالكَ ،
أنت من كل التفاصيلِ التي لا تُرى، من فطرةِ النحلِ ، من صيبِ السماواتِ ، من وهجِ الجحيم الذي يجعلُ وحدتكَ جديرةٌ بالبقاء. إنكٍ تمتدُ من أقصى اللغاتِ التي علمتكَ كيفَ تكبُر.