الجمعة، 31 أغسطس 2012

موقف البحار

أدر عقرب السماء
واضرب بيديكَ على خصيبِ الوجود
أدر عقرب الأيامِ
وأسفح على قُللِ الصحراءِ نسيماً وسهود
أدر عقربَ الوقت وأسأل سُهيلَ البقاء
واهديهِ قمراً وحشود

أما نجمةً زرقاءَ تهويّ لنا
فتكسو الظلامَ ثوبَ الضحى
أما قمراً ذرياً يختالُ الظمى
ويبعث في سماء القوم نوراً وأنجما
ألا أيها الخطيبُ كُف يدَ الهدىٰ
وأمضي بنا الصحراءَ تأملاً
أرنا سُحبَ السماءَ واسكب
سهامَ الوجودِ على الحمىٰ
فما زالَ في الليلِ مُتسعٌ للشقاء
وفي الأصداءِ ثَمرٌ للغريب
وفي النهر ظمأٌ للرجاء
فلا تعجل لسانكَ بها
فلن تسبقَ الرياح ولن تسبق المها

أيها الخطيبُ
كلماتُنا شاطئٌ للحبور
ومرفأٌ للخضاب
فما بقيّ من الزوالِ سوىٰ
أرضاً للعبور ..

ألا أيّها المخبوءُ بيننا
أدمتَ مقال الحيّ حتى امحىٰ
فاكتبُ على جدارِ الموتَ
حتى يصيحُ الدُجىٰ ..
اكتب حتى ترى مفرقَ الضوءِ
بين الصدورِ وبين اللحىٰ

المنامة

٣١ أغسطس ٢٠١٢

الاثنين، 27 أغسطس 2012

بوابة السماء

شاه وجهُ الصباح
وتلثمت الطيورُ نقاباً من حرير
خلف بوابةِ السماء
قلمٌ وشيخٌ ضرير ..


يأنُ هذا الصباح
ينزفُ جرحُ الشمال
هذه بوابةٌ للشحوب
هذهِ كنيسةٌ للخيال
هذهِ تراتيل الصبيّ المقدس
صدىً يثيرُ جمود الرمال
من أين يتسع المدى؟
قلت: من حيثُ يبتدأُ المحال
إلى أين يُسافرُ الرحيل بنا ؟
قلت: سبعٌ من الطيرِ يجيبون السؤال ..


هذا وجهُ ذي القرنين عاد
محملاً باللظى ..
على صفيحِ الهدى عاد ..
فانبثقَ الماءُ من تحتهِ غدقا
تبسمت للفجرِ شفتاه
رأى بالمنام أنهُ يبقى
هوى فوق قارعة السكون
مستجديا بالوجودِ حمّقى
أطال الصلاةَ تسبيحاً
وظنّ أنهُ سيبقى ..


جدة