الثلاثاء، 24 مارس 2020

شتاءٌ وطيّر

"للإيمان شهوة، ولكنها لا تكتمل إلا بالشك"

في مساءِ يومٍ بارد، تتجمد الأشياء، وحدها الكلمات التي تسيلُ بلا توقف، هذا الكسل الذي يتبدى في الأطراف، السكون المتقد، الأسئلة الكثيرة، ومساحة التأمل المطردة. كل هذا يتبعني إلى فراشي. 

إنني أهربُ من نفسي، ولكن لا أعلم إلى أين، أهربُ من عقلي الذي يطاردني في كل مكان محملاً بالأسئلة التي لا تنتهي. 

هاربٌ، متى اليومَ ستهربُ
قلبُكَ جمرةٌ للضوءِ
وروحكَ مذهبُ

كل الخطايا في شريعتكَ استوت
وأنتَ لذنبٍ بعد ذنبكَ
تَطربُ

غناؤكَ في المدى 
أنشودةٌ
بها يهتفُ المشتاقُ ويُتربُ

في خبيئتكَ الجميلةَ 
بعضُ قصيدةٌ
كلّما تمشي إلى غيبِكَ تُكتبُ

بحرٌ وراءَ البحرِ 
وخطوكَ ماثلٌ
وفي جدارِ الغيبِ
موجُكَ يضِرِبُ

حلمُ الملائكةِ الصغارِ غوايةٌ
كلما تروي لهن ستطربُ

بلادُكَ لحنُ العُرى وراءَ قافلةٍ
بها الحادي يصيحُ فيتعبُ

نساءُ قلبكَ اللاتي 
وهبنَ نبوءةً،
لم يبتغنْ غيرَكَ
وغيرُكَ يَتعبُ

للصلواتِ الأُلى
ستَقرأُ آيةً
للحواريينَ القُدامى
الذينَ ستصحبُ

لكفِ جارتكَ التي كحلّت
بأربعةِ من الطيرِ 
حينَ تُقربُ

للهِ الذي خلقَ السؤالَ 
تحيةً
وللآدميِّ الذي 
في غيّهِ يتقربُ


الظهران 
١٤ كانون الثاني ٢٠١٧