الأحد، 24 مايو 2015

مواربةْ



-١-
متأملٌ في الدمِّ الذي يُسكبُ في كؤوس الأرضِ
ربما قيّل 
: هذا القتلُ أهونُ من تمامِ الذاكرة !


-٢-
يبحثُ عن ذاكرةٍ مُكْتملة، كأنهُ يتَرجَى السماءَ أنْ تُطوّقَ الأرض فوقه ! 


-٣-
قلّما يشهدُ الرملُ لحناً جديداً، قُلّ ليْ إذاً ماذا اقترفتَ لكي تصيّرَ رملاً؟ 


-٣-
عالمٌ يلتحمُ بالخلّاصِ مُقدماً قرابينهُ بشراً
وأشجارهُ وليمة ..
ماذا تُسميّهِ أيها الرملُ؟ 

لا أسمعُ الآن أي أغنيةٍ ، ولا أُحسُّ الآنَ بالأبدِ.

-٤-
ألبسُ وجهاً ثم انتظرُ إقتراب الصبحِ لكي أخلعه، 
أطوفُ بالوجعِ المُصابرِ،
 أُصاحبُ فتنةً ..وأصيّغُ أُخرى

قالتْ الأرضُ : لماذا اخترتني وطننا؟ لماذا أنا؟.


-٥-
أعجبُ ما يفعلهُ البشر : انتظارُ المطرْ
كأن لا شيءَ يغسلُ درنَ الأرضِ إلّاه. 

فلِما إذاً نسمي المكانسَ التي لا تُعطي الأرضَ نشوتها؟


-٦-
أعرفها ، أو أدّعي ذلك ، تلك اللحظةُ التي ينتظرُ الغيبُ فيها
دماءَ البشر! 


-٧-
لماذا يجهضُ الماضي كل محاولاتِ الدهرِ
أن يصغي لأفواهِ النساءِ اللاتي انتظرنَّ مجيء القدر؟

العالم العربي يشبهُ النسوة في ضجيجهن المتواصل (الخلّاق) بدون استجابة من الكون.


-٨-
إجابةً للأصدقاء الذين يطالبون بالكتابة :
لو أدعو إلى لغةٍ، لن تكونَ غيرَ منفى
وكيف يبدو بيني وبينَ النارِ خارطةٌ
اسّمُها "وطني".

أتساءلُ : كيفَ لايكونُ القدرُ ذا سطوةٍ، وأنتَ لا تختارَ وطنك؟.


-٩-
يدُّ اللهِ التي تخلقُ ، أليست تُريدُ لهذا الآخر أن يكون؟
فلماذا، إذا يحاولُ العالمُ أن يستنزف آخره؟

-١٠-
(غاندي) 
مثلُ أنبوبٍ يحتضنُ العالمَ وحدهُ قلبي يضخُّ الدمَّ لهذا الدماغِ الذي يسمى ضميراً.

-١١-
ماذا يفعلُ عقلٌ يسيرُ وحيداً في وسط جزيرة كهذه؟، ما الذي يحميه من الماضي وذاكرةِ الجماعة. قلتُ : أحياءٌ بلا موت، من عمّروا الحاضرَ بسطوةِ الماضي.


-١٢-
هذه الأجيال التي تتناسخُ من بعضها ، كأنَّ آدمها صخرةٌ. لما تُريدُ أن تبقى إلى الأبدِ؟.

-١٣-
شرقٌ أوسطٌ ، يتوسطُ المحيطات كأنهُ يجرّها إلى أن تتلوّن ، لا بلّون السماء، بلّ بلونِ الوردْ ! 

أتذكرُ تلكَ الوردةُ التي قتلت 'ريلكا'.



22 حزيران 2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق