الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

ميلاد

هكذا هي السنوات تمُر سِراعاً..لا يتذكرُ الأصدقاءُ ميلادُنا..لذا وحده الأنينُ الذي يسود حين ينقصُ عاماً من أعوامنا
فكلُ عامٍ ستنقُص أيها العمر

كيف لنا أن نتحدث بيوم الميلاد وقال أبا الحسن يومَ مضت به الأعوام:
أعدُ الزاد من تقوى فإني
رأيتُ منيّتي السّفرَ البعيدا
وعندما نُهنئ أحدهم بعيد ميلاده يتبادر قول مالكَ :
يقولون لا تبعُد وهم يدفنونني
وأين مكان البعدُ إلا مكانيا

إنهُ المكانُ واللامُستقر إنهُ السفرُ والشوقُ والرجاء ،
فكلُ هذا العمرُ بطاقات .. نهديها للبشر على عجل أو نكتُبها بإتئاد للزهر للموج والسماء .. كيف النظرُ إلى القمر في ليلةِ الميلاد .. هل يشعرُ بنا أمّ أنه يستتر بسحاب الغمام ويُردد لستَ أول من يبيعَ عُمره فقد مضى قبلك البشر كيف النظرُ إلى القمر في ليلةِ الميلاد ،تبتسمُ فيتمعرُ بعدها وجهك الذي لا يقاومُ ضغط الوجود ، لست أقوى من الحجر ، ولستَ أرفقُ من الماء ، فأنت جمةٌ يسكُنها الضجر ، ويدوسها البشر، تُدونُ الأيامَ على شفا مراجفها الأنين،يغتالها الحنين،ويصلبُ قوامُها
الوغى،من أين أتيتَ بوجنتاك التي علقهما الشقاء، صرختُ به فقلت : إليك عني أيها القمر ألست تهوى الغياب وتنفُرُ من السراب، ألست تسترُ بأُنثى السحاب ، وتفركُ الصدورَ بالشوق والشقاء فأجابَ : كلا ولكن هُنا تقديرُ ربكُ الوهاب الذي امطرني بالليل ووارى سوءاتي بالنجوم، وإني آثرتُ الإنصياع، وأطعمتُ من نوري الجياع قاطعتُهُ : أيها القمر لا تُكرر حديث البشر، فتصبحَ جلاداً للقلوب،لواماً للجياد فإنك تسيرُ لمستقركَ بخشوع ونحنُ نكابر هذا الخضوع ، فلا تعجل لسانك بالعذال، وأنتَ حِلٌ للسؤال دون الجواب فاصمت حتى يكتب لنا الرحمنُ في جنتهِ موعداً حينها ينفضُ الجدال ..


دعني أفيقُ من الجوعِ ظهراً ومن الخوفِ ظهراً ، ومن الشقاء يوماً .. لكن ليسَ هذا المساء فقط ذاك المساء


الظهران ١١ سبتمبر ٢٠١٢

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق