الاثنين، 5 نوفمبر 2012

رسائلٌ لا تنتهي ..


إلى أمي التي خلقت حيزاً في جسدها كي أحيّا أيامي الأول ، التي مهما كبُرت في عينيها أراني أضمحل ، تلك التي أهدتني فراش الورد للرحيل وآثرت مُعانقة الغياب .. كلما تركتُ فضاءها ملأتهُ بالابتهال وعطرتهُ بالدمع ولأنها رسائلٌ لا تنتهي فإن صوت دمعتها على الأرض دويّ لا ينتهي ..



إلى محراب الشوق الذي غمرني يوما بالحنان وامتص من شبيبتي ريحُ الابتسام إلى تلك التي لا أعرفها وخَلّدتْ ذكراها في ليالِ السُهاد ، التي تركت أيامي الماضيّة في المخاض وحاصرتها بدماء الأنين وقطرات الجوى .. إلى منْ ؟ لا تسّل بعضُ الأشياء بلا سبب .. ولأنها رسائلٌ لا تنتهي فأنا الجنديّ المفقود في هذا الجهادُ حتى الآن ..




إلى فوهة الحنان التي غمرت طفولتي بالسكون والتأمل ، التي امتدتْ بالتأمل في كينونتي قبل أن أتأمل شوارعُها ومراسمُها التي تركت على وجهي جلالها ، التي فرشت لي الأيامَ من سوادِ أعينها .. طبيةُ الطيّبة التي مزجت تُربتها بجسد أشرفُ الخلق
واحتملت حماقة طفولتي وجنون ولعي وسقطاتُ عشقي وأساريرَ عبراتي ..
ولأنها رسائلٌ لا تنتهي فعسى أن لا تنتهي الصلاةُ على سيدها وساكنها عليه أشرف الصلوات وأتم التسليم ..




إلى كل صديق وصديقة مررتُ بهم ولا زلت في حيّز ركبهم أبحث عن بريقهم وأُخفي برقهم كي لا أرى شعث السنين في مُحياهم فهم مرآتي التي لا تنكسر وثرواتي التي لا تُحصى وأيامي التي لا تيأس ، وآمالي التي أهوىٰ أولئك الناظرين عن كثب في صراعي مع الحياة ورغم حماقة غيابي إلا أن أعينهم لا تيأس عن الابتسام لنظراتي الشحيحة ولأنها رسائلٌ لا تنتهي فالحُب لهم أبقى ..


الظهران

٥ نوفمبر ٢٠١٢

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق