الأحد، 13 يناير 2013

متىٰ نقف؟!


تمتدُ خطوات القطار الذي هجر سكةَ الوصول وامتطىٰ فلكَ التيه في أقاصي الظلمات ، كلمّا صرخ به سادنُ الشمسِ ليأوي ضِلاله أغلقَ عيناهُ واكتفى بالاستبسال في الضياع.


لم يُفكر يوماً فأن يمتص أنفاسه من ماء الحياة ويُطهر يديهِ من الطحالب السوداء وثيابهُ من وهم الذاكرة.
كنّا على الماءِ لمّا تطايرت نيرانُه الموسمية وهي تخوضُ في قلب الصيف صحوتها المرة وتأكلُ كل ما زرع النسيانُ وجادت به الصفوة، أسكنَّ فؤادنا الخوفُ وراح ينفثُ التُرابَ في وجهِ البشارة، كان أول المنتظرين بعد رحيلِ البسمةْ ، كان أول الماكثين في محطاتِ الغفلة .. حدّقَ بنا إلى أن انتحر السلامُ بيننا وانطفأ صوتُ النايّ فقامَ خطأ يمُدُّ قامتهُ على جسر العبور مُتصدياً للهفةِ الخشوع وخِيالِ الأمل.

جئنا هُنا في ضِلالهِ أو ظلاله ، نمضي على الضحيةِ بأقلامِ الدماء ونرفعُ جباهنا لزمهرير الهلاك بين راحتيه .. مضى على اعتقالِ الروحِ فينا قرونٌ عدةْ ، نُعاقرُ جهله ويُقامِرُنا بالسكون ، شرّعنا لهُ مناكبَ الموت فسلسلَ نبعُ الحياةِ بنا حتى ادلهمْ بنا وجهُ الخطيئة .. اليوم إن شئنا أن نُحطمَ قامته لا بُد أن نمتحنَ صبرَ القرونَ العاتيات ! .. لا يمكننا أن نجُدَّ خُطاهُ إلا بسيفنا المفقودُ في أعماقه إلا بشعرِنا الذواقُ في فمه ، أو بوحييّنا الخلاقُ في فلكه .. هُناك شيءٌ ما في قلوبنا يعرفُ سر الخلاصِ منه، هُناكَ قدرٌ مخبوءٌ في أحلامِنا تكونُ بهِ النجاةِ من السيدِ "الظلم" الذي سرى في دماءِ أُمتنا .. أقرناً آخراً يكفي بالوفاء .. أم دماءً أُخرى تجودُ بالنجاة!

متى يقومُ النصرُ فينا مُردداً:


أَنَا خَاتَمُ المَاثِلِينَ علَى النَّطْعِ
هذَا حُسامُ الخَطِيئَةِ يَعْبرُ خاصِرَتِي
فَأسَلْسِلُ نَبْعاً مِنَ النَّارِ يَجْرِي دَماً
فِي عُروقِ العَذَارَى أنَا آخِرُ الموتِ
أَول طِفلٍ تَسَورَ قامتهُ
فرأَى فَلَكَ التِّيهِ
والزَمَنَ المُتَحَجّرَ فِيهِ
رَأَى بَلداً مِن ضَبابٍ
وصَحْراءَ طاعنةً فِي السَّرَابْ
رأى زَمناً أَحْمَراً
ورأى مُدُناً مَزَّقَ الطَّلْقُ أَحْشَاءَها
وتَقَيَّحَ تَحْتَ أظَافِرِهَا الماءُ
حتَّى أَنَاخَ لها النَّخلُ أَعْناقهُ
فَأَطَالَ بِهَا... واسْتَطَالْ
وأَفْرَغَ مِنهَا صَدِيدَ الرِّمَالْ



١٣ يناير ٢٠١٣
الدوحة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق