الثلاثاء، 15 يناير 2013

اشتباك!

تخبو نبرات الكلام في قلبِ السكون ويتصاعدُ البوحُ في سماء السكوتِ حتى يُعري قامةَ النسيانِ الأزليّ .. يبدو لنا فمُهُ المليءُ بالكلمات وأخبارِ الهوىٰ ، كلما أجّزنا ساحته لندونَّ أعراضهُ ونُداوي جريحه أسرع في العدوِ فضرب علينا التيهَ في مُبتغاهْ .


كنتُ أستدنيهِ حتى أوازنَ قامتهُ بين الكلمات وأُصفصِفُ كلماتَه في سطورِ العقل فأرسُمُ لهُ أبعاداً كما تعودتُ ، وأُحاكي أبعادَهُ المترامية على أطرافِ الإنحراف. ضربتُ عليه السفر لينشغل عن شُربِ مياهِ الغوايةِ المالحة، تركتُه يمشي على خطٍ مستقيمٍ بين الأرض والسماء وأدرتُ لهُ سرعةَ الضوءِ ،ذاك أنا .. أو هكذا كنتُ مذُّ تحسست ألغازَ هذا الكون قطعةُ خاصرةَ الأرضِ وما زلتُ طائشاً يُنقلُ فؤاده بين أنقلضِ الهلاكْ .. كائنٌ يسكنهُ الخوفُ من عدمِ الخوف ، قامتُهُ تمتدُ من أقصى الحجاز حتى نقطة الشرقِ حيثُ تبدأ الأشياء يلتقطها طفلُ الحبِ فيحولها إلى لا شيء ، أو يعودُ بها إلى حيثُ كانت كاللاشيء. وأتسائل ! .. هل هو الحُب أم أنهُ وهمُ البقاءِ الذي يُجاذبنا إيمانَ الرحيل؟! ، طالما كانَ هذا السوادُ الأعظم يجتاحُ أسوارَ الخطيئة فيمضي بنا فوقَ قارعة العقل ، يحولُنا في ثوانٍ إلى مسحوقٍ باليّ. ذاكَ الهُلامُ السامريُّ الذي تركنا نهويّ إلى قيعانهِ المُرّة ، بعد أن حُجبتْ شمسهُ السمراء عن أبصارِنا وعنّ أسماعنا.



كل شيء اقتادنا إلى نفقِه المُظلمِ كانَ ثوباً من حميم ، وصيباً من هلاك ، وزمهريراً من ريحٍ صرصرٍ عاتية. هذهِ قامتي انتصبْ لتُناهضَ شياطينهُ وتستدعي يد الهوانِ فيهْ .. ها أنا لستُ أدري بعد أينَّ أتيتْ وأينَّ سأمضي دونَ أن أُشهرَ سيفَ النبوءةِ في وجههِ ، وأستردَّ سلحتي الخضراءَ من نارهِ المُلقاةُ في أرواحنا.




١٤ يناير ٢٠١٣
في السماء






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق