الأحد، 18 أغسطس 2013

رعشة

أولُ رعشةٍ في ثياب الليل، هكذا يقترب من يدها دون أن يلمسها، يبدأ في استعراض أحلامه وينظرُ لها دون ترمش عيناه مخافةَ أن تزيح الصورة أوهامهُ يعود بذاكرته نحو الماضي يفتشُ بالذكريات ويترقب الحاضر كي يستغيث نفسه للتجلي. يُرردُ الحاضرُ في داخله ما تعجزُ عنه الكلمات: " من غابَ سيعودُ لنظرة، يُلقيها ثم يعبث من جديد" ..
ويبدأُ الحاضر بالسؤال يُقلبُ كفيهِ ثم يقول: من عاد هذه المرة؟ ، أنا لستُ شيئا من الماضي ، لستُ عبداً للتجربة!.



 يتوقف القلبُ عن المشاهدة ويبدأ بالصلاةِ ، لا شيء يحتضرُ الآن سواك أيها الحُر ، حتى الماضي لم يفعل ، وحدك تلبس أعباء الزمن، وحدك تمشي بلا قدمٍ نحو العطاء، نحو البحر والغرق، ولم تأبه كيف ستسبحُ في الذاكرة أو كيف تنجو من الوحدة. ومتى ينحلُ عنك سوادُ الأخيلة.
يفتحُ العقل بابا للهروب ، هكذا يتسع الأمل في عيون الشباب، أيها القلب افتح كتابا للذهاب، اورع مكانا للوقوف على الأضرحة، سترى الماغوط يكتب عن أثرا يشبهك، سترى غريبا في صورتك يسكنُ زنزانةً في الجزائر، سترى المارة في بغداد يوارون أحزانهم في تراب السياب، سترى كوباً من الشاي يرثي أملا* في غرفتهِ البيضاء ويصارع السرطان حتى الآن يموت السرطان في جسده ويبقى شعره يحكي عن قصةِ المستقبل، سترى رجلا يغادرُ الجزيرة يُخرجه الصمتُ من أحشائها، ويرتمي على صخرةٍ في الشام لم تصمد لتكون قبراً له، سترى أشياءَ تُنقحُ المذنبينَ من الخطايا.



لطالما اخبرتك أيها الحيُّ لستَ وحدك وهناك جمعٌ من الموتى ينتظرون ثوبك ليسقط وتنكشف للعراء ، ثم يحتضنوك، لا يُهمك الآن الحضور أو الغياب ، ولا البقاء ولا الذهاب، فلماذا لا تترك يدك تضمُّها حتى ترحل وتسمي نزوتكَ ماضيا جميلا! .


١ أُغسطس ٢٠١٣
جدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق