الخميس، 4 يوليو 2013

طائرة ..

يبدو الآن صوتي كطائرةٍ سقطت على محيطٍ واسعٍ ، لا أحدَ يسمعها هناك سوى أسرابِ الطيور وأسودُ الغابِ الذين تقاسموا الدهشة واستوقدوا الصمت. في أيِّ يومٍ تُشرقُ فيهِ الشمسُ أتجاوزُ الإشراقَ وأشتكي سُكنةَ الغربِ المليء بالذكريات ، والكلمات التي حفت شواربَها من السخطِ المبين ..
أفكرُ بالسفر إلى الشرق أو إلى أقصى غروبٍ قد يُذكرني بأن أتلاشى من الشوق وأعلو فوقَ سقيفةِ الذكرى ، فلُّظلِلُني السراب الذي انتزع أرضنا من العِمامة! .
يُدافعُ الإخفاقُ عن نفسهِ كلما رآني اقترب، ما أُحدثهُ عند اقترابي من مُحيطِ بزوغها يُشبه الإصغاءَ إلى حديثٍ مُبهمٍ في فضاءِ الجنون. أعلمُ أنني لن أصل إلى شيء يُغذي رغبةَ الهلاكِ التي تتراءى على كتفاي كلما اقتربتُ من الشباكِ وانبعثتُ إلى الأسى. سُورُها الأسودُ الذي تركتهُ على إيقاعِ ذاكرتي يكادُ ينفضُ من استدراجي لهُ وهو الذي حمى أيديهُ من العبثِ في أملي، هكذا كان وأعرفُ أنهُ أسدى إلى عمري معروفاً للسنين الماضية ، غدوتُ كالطفل الشقي الذي صارَ رجلاً شقياً يرفضُ الإقرارَ بأنّ حمايةَ أمهِ التي أزعجتهُ عند الصغر قد جنَّبتهُ الحوادثَ والأسى. ومن حِبرهِ الأسودُ بقايا لا تُقرُّ بأن لهُ ثأراً في الحكاية.

شعورٌ يفوقُ المناجاةَ يدورُ في خلدي وانتهي إلى كلامٍ لا أعرفُ فحواهُ أو ما يردُ في ذهنِ قائلهِ من حكايات لا تمتُّ إلى الحقيقة ولا تستريحُ إلى الخيال، وهل جِئتُ إلى أزلٍ يُعري ساحتي من سِواها ؟ ، ولكنيّ مُقيمٌ على أسئلةٍ تنوءُ بي إلى لا شيء! ، الوقتُ لن ينفذ في غضونِ الخيال ، ولكنهُ قد قُضيَّ في أمرِ الحقيقة ، ولن أُدركَ ذلك! 



جدة 
٤ آيار ٢٠١٣

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق