الأربعاء، 31 أغسطس 2016

كوكب آخر للحياة

قبل أيام، اكتشف العلماء كوكباً جديد يُدعى "Proxima B" يدور باستضافة النجم الأقرب لمجرتنا "Proxima Centauri" ، فقط على بعد 4.2432 سنة ضوئية من الأرض. 
يعتقد العلماء أن الكوكب المكتشف والذي يدور في المنطقة القابلة للسكن "habitable zone" أن معدل الحرارة على هذا الكوكب يجعل احتمالية الحياة على سطحه واردة. 

النجم "Proxima Centauri" وهو المستضيف للكوكب الجدبد يعتبر أقل حرارة من نجم مجرتنا (الشمس) بما يقارب 2000 كلفن والذي اكتشفه العالم الاسكتلندي روبرت إينز في عام ١٩١٥م هو الأقرب لمجرة درب التبانة. وقد قامت منظمة "ESO" برصد الكوكب الجديد بتليسكوب 3.6 متر من خلال مراقبتها الدائمة وباستخدام تقنية السرعة المترددة "Radial velocity". 

يبلغ حجم الكوكب حوالي ١.٣ من حجم الأرض ويتخذ مداراً حول نجمه ويستغرق حوالي ١١.٢ يوم لإكمال دورة كامله وهو مايعني أن العام الشمسي على ذلك الكوكب هو فقط ١١.٢ يوم !. المثير جدا أن مدار هذا الكوكب حول النجم يجعل درجة الحرارة مقبولة وتزيد من فرصة وجود الماء والذي يعتقد أنه عامل الحياة الأول. 

ولكن هل لهذا الكوكب غلاف جوي؟، حتى هذه اللحظة لا أحد يعرف إذا ماكانت المسافة بين الكوكب المُكتشف والنجم كافية لأن يتكون غلاف جوي حوله وإلا فإن التفاعلات الكهرومغناطيسية الناتجة عن النجم المستضيف قد لاتسمح بتكون غلاف حوله وهذا ما سيجعل فرصة الحياة غير ممكنة على سطح كوكبنا الجديد. طالما أنه يقع هذا الكوكب على بعد ٧,٥ ملايين كيلو متر من نجمه المستضيف، ويعني ذلك أنه أقرب ب ٢٥ مره لنجمه من بعد الأرض عن الشمس) وهو ما يجعل الفرضية السالفة محتملة.

يشير العلماء أيضا إلى احتمالية وجود تزامن دوراني بين الكوكب ونجمه وهي الظاهرة ذاتها التي تحدث بين الأرض والقمر ، إذ أننا لا نرى سوى جانب واحد من القمر. وإن صحت هذه الفرضية يعني أننا سنجد كوكبنا الجديد بنصف كروي ساخن تتكون فيه المحيطات وأشكال الحياة الأخرى ونصف آخر متجمد لاحياة فيه. 

ماذا بعد؟

لحسن الحظ لن نستغرق الكثير من الوقت حتى نعرف وذلك باستخدام التليسكوب "James Webb" الذي يعمل من خلال آلية الحرارة لكشف أسرار هذا الكوكب، وتوزيع درجات الحرارة على سطحه، كل ذلك سيستغرق أياما بحسب وكالة ناسا. 

ولكن لماذا لا نرسل أحدا ما لاستكشاف ذلك بدلاً من الإعتماد على التليسكوب "James Webb". والجواب هو كم المسافة التي بيننا وبين هذا الكوكب الجديد؟ ، إنها حوالي ٥ تريليون  كم. ما يعني أن أي مركبة تحمل بشراً لا تستطيع الوصول به حياً إلى هناك ، وما يعني أيضاً أن أحدث تقنياتنا وهي تقنية مركبة الليزر - على وشك الابتكار- وتسير بسرعة تعادل خُمس سرعة الضوء ستستغرق حوالي ٢٠ عاما لتصل إلى هناك !.

سنرى خلال الأيام المقبلة ما ستؤول إليه نتائج James Webb ومن هي المنظمة التي ستحمل على عاتقها مشروع فضائي جديد لكشف أسرار هذا الكوكب الذي يملأ فضاء الفلك بفرضياته ، حتى الآن.


Reference
 http://www.eso.org/public/news/eso1629/


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق